في الوقت الذي تركت بعض الحكومات مواطنيها في الخارج نهباً للحاجة، ولمواجهة مصيرهم على الرغم من تقطع الأسباب بهم في مطارات ومدن العالم بعد تفشي جائحة كورونا، وتوقف معظم رحلات الطيران، وطلبت منهم الاستعانة بالمعارف والجمعيات الخيرية لتسيير أمورهم، بادرت المملكة في نهج مميز إلى تخصيص طائرات تأتي بمواطنيها -وعلى نفقة الحكومة- من شتى أصقاع العالم، حيث استنفرت سفاراتها في الخارج للتواصل مع السعوديين، كل في بلد اغترابه أو سفره، والتنسيق معه لتأمين عودته حال رغبته، وكان آخر ذلك وصول المئات عبر جسر الملك فهد الرابط مع البحرين، ووصول 883 مواطنا قادمين من لندن ونيويورك وواشنطن وجاكرتا.

وقاية

طُبقت فور وصول المواطنين إلى المطار جميع التدابير الصحية والوقائية من فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، وتضمنت (12) مرحلة يتم تطبيقها منذ وصول المواطنين إلى مطار بلد المغادرة وحتى وصولهم مطارات المملكة وخروجهم منها، حيث يتم في المرحلة الأولى الكشف الطبي على الركاب في مطار بلد المغادرة، قبل صعودهم إلى الطائرة التي روعي فيها ضمان وجود مساحات بين الركاب، وعند وصول الرحلة إلى مطارات المملكة اتخذت هيئة الطيران المدني الإجراءات التي يتم من خلالها نزول الركاب من الطائرة بطريقة مقننة، لضمان عدم الاصطفاف المتقارب داخل صالات السفر، بالإضافة إلى توفير منطقة تعقيم عند بوابة جسر الركاب. وخصصت وزارة الصحة نقطة فحص يتم من خلالها مرور جميع الركاب القادمين لأجهزة الكاميرات الحرارية الإلزامية للتأكد من سلامة المسافرين، وعند الاشتباه بوجود حالة بين الركاب يتم عزل الراكب عن باقي الركاب ومن ثم تفعيل المسار الآمن لنقل الحالة، كما يلزم على الركاب تعقيم اليدين قبل البدء في إجراءات الجوازات وبصمة الدخول، وفي منطقة الجمارك تتم المحافظة على مسافة (1.5م) على الأقل بين موظف الجمارك والراكب.

وفي الخطوة الأخيرة يتم فرز الركاب عند الخروج من قبل وزارة الصحة ووزارة السياحة في مسارات حسب وجهاتهم، وتوجيه الركاب لوسائل النقل المخصصة لهم من أسطول النقل التابع لوزارة التعليم، والمزود بكافة الخدمات وإجراءات السلامة، حيث يُنقل الركاب إلى دور الضيافة التي أعدتها وزارة السياحة وتشرف عليها صحيا وزارة الصحة، وذلك لمدة 14 يوما بحسب الإجراءات الصحية المعتمدة لمكافحة الوباء.

توجيهات

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قد وجه بالعمل على إنهاء إجراءات المواطنين الراغبين في العودة من الخارج، ومتابعة شؤون السعوديين خارج المملكة وعائلاتهم ومرافقيهم منذ بداية تفشي الفيروس في بلدان العالم، والتأكد من توفير كل ما من شأنه أن يضمن سلامتهم حتى عودتهم لأرض الوطن سالمين. وأعلنت وزارة الخارجية السعودية لعموم المواطنين والمواطنات الموجودين في الخارج عن إطلاق الخدمة الإلكترونية لعودة المواطنين الراغبين في العودة، وتعاملت مع الطلبات المسجلة إلكترونيا، وحددت مواعيد السفر بحسب الخطة المعتمدة.

طوق نجاة

أنفقت الحكومة ملايين الريالات على عزل آلاف المسافرين العائدين من الخارج والأشخاص المخالطين للمصابين، في الفنادق الفارغة في جميع أنحاء المملكة. وأسهم هذا الإجراء ليس فقط في حماية المسافرين وذويهم ممن ينتظرون وصولهم، بل كذلك في تشغيل الفنادق الفارغة، حيث قال مصدر «هذا أفضل من إدارة فندق فارغ»، مضيفا «كان الموظفون يترقّبون فصلا من العمل أو تخفيضات في الرواتب تصل إلى 50%، أو دفعهم لأخذ إجازات من دون أجر».

1900 غرفة

قالت وزارة السياحة على موقعها على الإنترنت في نهاية مارس، إنه تم حجز ما يقرب من 1900 غرفة في الفنادق والمنشآت السياحية الأخرى في الرياض لحالات الحجر الصحي، إلى جانب أكثر من 2800 في مكة المكرمة و1900 أخرى في المنطقة الشرقية. وقالت الوزارة مؤخرا، إن «11 ألف غرفة حول المملكة قد تم تجهيزها لحجر السعوديين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج، ومن المتوقع أن يعودوا إلى المملكة».

استضافة

أكدت الوزارة أنها ملتزمة باستضافة العائدين السعوديين في منشآت تشمل «أرقى الفنادق»، تشعر المحجورين وكأنهم في فندق خمس نجوم. ووفقا لمدرب كرة القدم السعودي عبدالحكيم التويجري، فإن تجربته في الحجر الصحي في مكة بعد عودته مع فريقه من معسكر تدريب في برشلونة «تتفوّق على أي فندق خمس نجوم في أوروبا». وبحسب المصدر في قطاع السياحة، فإن مجموعة من ركاب الترانزيت في أحد فنادق الرياض استفادت من الحجر الصحي المدفوع لطلب خدمة الغرف «أكثر من اللازم».

تعاضد

لم يقتصر بذل الثمين فقط على الحكومة، بل تعاضد معها المواطنون والمقيمون، الذين تسابقوا إلى مبادرات عدة لمكافحة انتشار المرض، ففي منطقة عسير مثلا، استقبلت مديرية الصحة 700 طلب للتبرع بالدم خلال أول 4 أيام من إعلان مبادرة «نجيك لبيتك»، التي تهدف إلى وصول عربة مخصصة إلى منزل الراغب في التبرع بالدم وتمكينه من التبرع بعد اجتياز الفحوص الطبية اللازمة، مع تطبيق أدق الإجراءات الوقائية والاحتياطات الاحترازية اللازمة، مثل وسائل الحماية الشخصية والتطهير وفق بروتوكولات مكافحة العدوى المعتمدة.

وخلال الفترة نفسها تم جمع 43 وحدة دم، وستلبي الوحدات التي يتم جمعها أي طارئ في حاجة المستشفيات.

883 مواطنا أعيدوا من لندن وواشنطن ونيويورك وجاكرتا

12 مرحلة وقاية خضع لها العائدون

11 ألف غرفة حجزت لحجر العائدين صحيا

1900 غرفة في الرياض

2800 غرفة في مكة المكرمة

1900 غرفة في المنطقة الشرقية