هناك فرق شاسع كما بين الثرى والثريا، بين أن «تخلّص» الواجب وبين أن «تتخلص» منه. ولذا، يقال فلان «يخلّص» المهمة أي ينجزها بأمانة وإخلاص.

وفي المقابل، يقال علان «يتخلص» من المهمة، أي يمررها دون قيام بواجبها حتى يتخلص منها.

وإذا طبقنا هذا الميزان على حياتنا الفردية، فضلا عن الرسمية، فنجد أن هناك من يبرّئ ذمته، فلا يهمل ولا يماطل ولا يقصّر، وإنما يسارع في القيام بالواجب، فتراه «يخلّص» الواجب الديني والدنيوي، والخاص والعام، والأهلي والرسمي، وضميره مرتاح، وشهود الله في أرضه يزكّونه.

وهناك من «يتخلّص» من الواجب بمنهج «الزحلقة والتمرير والتسليك»، ولا تعنيه براءة ذمته مثل «البصمجي».

فليست العبرة بأن تنجز العمل، وإنما كيف تنجزه، وإلا أصبحتَ ظالماً لنفسك ولغيرك، لا سيما حينما تكون مسؤولا عن جهاز عام، فتراك تتهرب من المسؤولية وتزعم أنه خارج اختصاصك، في حين أنه لو كانت لك منفعة شخصية لتكلّفت التبرير حتى يكون ضمن مسؤولياتك.

وهنا تكمن المشكلة، حين ترى «تدافُع» بعض المسؤولين للمسؤولية في «المغارم»، و«تنازعهم» عند «المغانم»، سواء كان مغنما خاصا أو لجهازه، من باب التحكم لا من باب المصلحة العامة.

ولذا، من الواضح التفريق بين الذي «يخلّص» مهمته وبين الذي «يتخلص» منها.

ولا أعني أحدا بعينه، وهذا من باب سُنّة «ما بال أقوام».

ولكن، إن شعرتَ بحساسية مفرطة تجاه كلامي، فراجعْ نفسك، والسلام.