لا تزال عين «نجم» التاريخية في مدينة المبرز، التابعة لمحافظة الأحساء «شرق السعودية»، عالقة في أذهان مرضى «الروماتيزم» في مختلف دول الخليج العربي وعائلاتهم، إذ كانت مقصدا للعلاج والاستشفاء من مياهها المعدنية والمناخ المناسب.

ولا تقتصر مياه العين على الفائدة التي تقدمها لمرضى الروماتيزم، بل كذلك لعدد من الأمراض الأخرى، بما فيها الأمراض الجلدية، حيث تردد عليها أبناء المنطقة والسائحون والمرضى القادمون من خارج المنطقة على مدار العام.

تاريخ

أشار الباحث في التراث، المدير السابق للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة لـ«الوطن»، إلى أن عين نجم منسوبة إلى أحد أمراء بني خالد، وقد شهدت مواقف تاريخية مهمة، منها قتل أحد زعماء العثمانيين بعد مضايقته لأبناء الأحساء، أثناء استحمامه في هذه العين التي تعد محطة لقوافل الحجاج والمسافرين، مما جعلها محل ذكريات جميلة في مواسم الحج، إذ تعد محطة رئيسة لحجاج دول الخليج العربي، بل هي أولى محطات وصولهم إلى السعودية، حيث عادة ما يبيتون فيها أكثر من ليلتين، ويستخدمون ماءها للاستحمام، كما تقام فيها احتفالات وفنون شعبية أثناء توقف الحجاج فيها، والأمر كذلك في رحلة عودة الحجيج.

مقصد

أضاف الفريدة «عين نجم مكان إستراتيجي ومقصد تاريخي لموسم الحج، وفي عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تم بناء القبة الرئيسية الثالثة لها إلى جانب القبتين الأخريين، وكانت القبة الرئيسية مزخرفة مزينة بالفسيفساء الجميلة، والألوان الرائعة، وكانت مقصدا للاستحمام لقادة هذه البلاد المباركة».

تحويل

يؤكد الفريدة أن مياه العين المعدنية صالحة للشرب عند تبريدها، وهذه المياه قلّ وجودها في مواقع أخرى بالأحساء، وكانت تحيط بالعين نباتات عدة، وتنتج مواد غذائية كثيرة وبوفرة بسبب حرارة مياه العين، التي تساعد التربة على الإنتاج الزراعي الوفير والمتعدد، علاوة على الإنتاج المتميز في الجودة للتمور والخضروات، حتى إنه بات معروفا لدى الجميع أن إنتاج عين نجم هو الأفضل، مؤكدا أن يومي الخميس والجمعة (إجازة نهاية الأسبوع سابقا) «كانا يشهدان تدفق أعداد كبيرة من الزوار من داخل وخارج الأحساء إلى العين».

تجربة

يؤكد الفريدة أن مصادر المياه متوافرة في العين إلى الوقت الحالي، ويقول «لقد وقفت شخصيا على ذلك، وذلك تحديدا في الجهة الغربية من العين، ومياهها حاليا لري مسطحات المتنزه الحالي».

كما يوضح أنه تمت استعادة الزخرفة الداخلية لإحدى الغرف التابعة للعين بالشكل الذي كانت عليه، مشيرا إلى وجوب الاستفادة من تجربة عين «عذاري» في البحرين وتطبيقها بعين نجم، وتنفيذ فعاليات ثقافية، وترميم العين، وتوفير المياه فيها، إذ إنها في الوقت الحالي «جافة» فارغة من المياه تماما، وتوفير خزانات كبيرة، وبناء حمامات للاستحمام، وسيكون ذلك عنصر جذب للمتنزهين.

عين نجم

إحدى عيون الأحساء المشهورة بمياه الكبريت

تستخدم مياهها في العلاج

تعد من أقدم المتنزهات لسياحة «الاستشفاء»

يقال إنها سميت بعين نجم نسبة إلى موقع سقوط نيزك

اتسمت مياهها بالصفاء وشدة الحرارة

أبرز الأمراض التي تعالجها الروماتيزم والمفاصل والأمراض الجلدية

تقع في الجهة الشمالية من جبل أبوغنيمة الواقع شمال مدينة الهفوف

شيدت مبانيها عام 1115 للهجرة

أسقفها على شكل قباب نصف بيضاوية مبنية بالجص