لم يختلف حال بعض مشاريع محافظة خميس مشيط، أمس، عن المثل القائل "غرق بشبر موية"، حيث أغرقت أمطار مساء الأربعاء بعض المشاريع المهمة التي تقع في خاصرة المحافظة، والتي مضى على تنفيذها سنوات عدة، إضافة لعجز مشاريع التصريف عن تخليص السكان من المياه التي حاصرتهم.

فشل الأنفاق

تجمعت المياه بشكل كبير في أهم المشاريع التي مضى سنوات على إنشائها، وفشلت في اختبارات سابقة، وسجلت فشلا جديدا، أمس، ومنها نفق طريق الملك فهد المشهور بنفق "الغروي" الذي تم الانتهاء منه منذ 10 سنوات، واستغرقت مراحل عمله سنوات أيضا، ولم يكن الحال أحسن في نفق "النقل الجماعي" شرق المحافظة، والذي غرق، أمس، أيضاً، بعد أن سجل فشلا سابقا في السنوات الماضية.

فشل مشاريع الأحياء

لم تكن أحياء خميس مشيط أحسن حالا، حيث تجمعت كميات هائلة من مياه الأمطار داخل الأحياء بينها أحياء: شباعة، والموسى، والراقي، وطريق الستين، وذلاله، فحاصرت المنازل، وضايقت السكان، وسببت لهم خوفا من وصول التيار الكهربائي إلى المياه بما ينذر بما لا تحمد عقباه.

شهد مشروع "عبارة الموسى" سلسلة من التوجيهات والتحركات البلدية، حيث تسبب انسداد عبارة تصريف في محاصرة منازل السكان، وجاءت التوجيهات من أمير المنطقة بمعالجة سريعة للموقع، تلاها وقوف مسؤولي أمانة وبلدية خميس مشيط، وتكليف مقاول للعمل على الحل الجذري، إلا أن المعاناة والفشل تجددا، أمس، بنفس الموقع، حيث فشل المشروع في تصريف مياه الأمطار التي حاصرت السكان.

حي ذلالة

تسببت مياه الأمطار أيضا بحسب رصد لـ"الوطن" في تجمع كبير لمياه الأمطار بحي ذلالة وسط المحافظة، وقطعت السيول المدخل الوحيد للحي، حيث تجاوزت كميات المياه أرصفة الطرق، وأعاقت حركة السير، وتكدست المركبات، بينما وصلت المياه لبعض المنازل بداخل الحي.

دراسة الوضع

عقب الحالة المطرية أمس، وقف محافظ خميس مشيط على مواقع تجمعات مياه الأمطار التي شهدتها المحافظة، بحضور أمين منطقة عسير الدكتور وليد الحميدي، ومدير شرطة المنطقة اللواء عبدالعزيز المغلوث، ورئيس بلدية المحافظة سليمان الشهراني ومدراء الجهات المعنية.

وتم الوقوف على جميع الأنفاق التي تأثرت بتجمع مياه الأمطار، وتوجيه البلدية بمباشرة أماكن تجمعها بجميع طاقاتها من مهندسين وعمال ومعدات وصهاريج لنزح المياه، وذلك نظرا لغزارة هطول الأمطار.

وسيدرس خبراء على مستوى عال الوضع في المحافظة، وسيعلمون على إيجاد الحلول الجذرية لذلك.

من جانبه، كلف محافظ خميس مشيط وكيل المحافظة عبدالله بن علي المالكي بالوقوف على مواقع الضرر بالأحياء ومقابلة المواطنين والمقيمين المتضررين، على أن يوضح لهم اهتمام القيادة ممثلة في أمير المنطقة، بكل ما يخص سلامتهم.



حي المعارض

أوضح صالح الأسمري وهو أحد سكان حي المعارض بالمحافظة أنه يعاني من دخول المياه إلى منزله عند هطول الأمطار سنويا، حتى وإن كانت بكميات خفيفة، وأنه رفع عدة بلاغات للبلدية، وأمانة المنطقة، مبينا أنه اعتاد على سحب كميات المياة المتجمعة بما يسمح له بالخروج من منزله، يعقبها التخلص من بعض أثاث منزله الذي يتأثر كونه يسكن بالدور الأرضي، إضافة إلى تعرض مركبته للضرر نتيجة بقائها في المياه لساعات طويلة.

إنقاذ محتجزين

كشف متحدث الدفاع المدني بمنطقة عسير النقيب محمد عبده السيد في تصريح لـ"الوطن" أن رجال الدفاع المدني تعاملوا مع الأمطار التي هطلت على المحافظة، حيث وردت بلاغات عن دخول مياه الأمطار لمنازل مواطنين، وتم إخلاء عائلة مكونة من 14 شخصا، إضافة إلى تعطل سيارات في تجمع للمياه، وإقفال نفق النقل الجماعي من جميع الاتجاهات لتجمع المياه بداخله. أضاف السيد أنه تم إخراج شخص كبير في السن كان محتجزا في سيارته عن طريق القارب لموقع آمن، وآخر داخل سيارة اسكويا في سيل بوادي القاعة، وإنقاذ عامل محتجز من جنسية آسيوية في نفق الغروي بعد احتجازه في غرفة مضخات التصريف. كما تسببت الأمطار في انهيار سور منزل في حي الربيع، وانهيار جزئي من سور منزل مكون من ثلاثة أدوار، وسور مستودع محاذ له بحي حسام، لافتا إلى أن جميع فرق مراكز الإدارة العامة للدفاع المدني بخميس مشيط شاركت في حوادث الحالة المطرية سواء كمباشرين فعليين للحالات أو كإسناد بشري وآلي بحسب الضرورة، بمتابعة وتوجيهات مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير العميد علي بن عبدالله السعوي.