استنكرت قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة على ميليشيا الحوثي، التي تراوغ وتتنصل من السماح للمنظمة الدولية بصيانة ناقلة النفط «صافِر»، في مياه البحر الأحمر، والموصوفة بـ«القنبلة الموقوتة» لأكبر كارثة بيئية محتملة.

وكشف بيان أصدره الناطق الإعلامي باسم القوات المشتركة، العقيد وضاح الدبيش، أمس، عن اشتراطات تفرضها ميليشيات الحوثي، للابتزاز والتكسب وممارسة الضغوط بالوكالة عن إيران، محملا الحوثيين كافة التبعات والتداعيات، إضافة إلى التكاليف الإنسانية والبيئية نتيجة أي تسرب للنفط من ناقلة النفط المحتجزة.

شروط حوثية

وكشف المتحدث العسكري عن اشتراطات ميليشيا الحوثي للابتزاز إزاء الضرورة الملحة لصيانة الناقلة صافر، وشملت ضرورة انسحاب القوات المشتركة من الحديدة، رفع الحصار عن إيران، فتح مطار صنعاء لنقل جرحاهم من المصابين وخروج الخبراء الإيرانيين واللبنانيين، انسحاب القوات المشتركة من الدريهمي، إلى جانب أخذ مبلغ ما يعادل بالسعر العالمي نصف مليون برميل من النفط الخام، واستلام المبلغ نقدا بالدولار الأمريكي.

كذب وتضليل

واتهم الدبيش متحدث الحوثيين محمد عبدالسلام بالكذب والتضليل، بالإشارة إلى تغريدة أخيرة حمل فيها المسؤولية لدول التحالف، وقال: «أتحداه الآن بأن ينكر أو يثبت عكس ما قلناه، ولو كانوا صادقين عليهم أن يوضحوا من الذي اشترط ومن الذي يعرقل وصول الفريق الفني الدولي، وما هي الشروط التي وضعوها».

وأضاف: «إذ نحمل كامل المسؤولية لميليشيا الحوثي عن منع فريق الصيانة الدولي من تنفيذ أعمال الصيانة للسفينة صافر، فإننا لن نكتفي بالصمت وإصدار البيانات والتصريحات، بل سيكون لنا موقف جاد وقوي ما لم يثمر الضغط على الميليشيات الحوثية في السماح لفريق الصيانة بالعمل في أسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان، وعلى الأمم المتحدة أداء مهمتها بكل شجاعة واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة إزاء تعنت الميليشيا الإرهابية».

تفجير الخزان

كان المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية الشرعية، راجح بادي، كشف عن نية ميليشيا الحوثي الانقلابية، تفجير خزان النفط العائم «صافر» الذي يرسو قبالة سواحل الحديدة غرب البلاد، لافتا إلى أن الحوثيين رفضوا خلال الفترات الماضية كل الوساطات البريطانية والأممية من أجل إقناعهم بإدخال الفرق الفنية الأممية لإجراء أعمال الصيانة اللازمة للناقلة «صافر» التي ترسو على بُعد 4.8 أميال بحرية من ميناء عيسى النفطي، في محافظة الحديدة.

تسرب النفط

حملت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا ميليشيات الحوثي المسؤولية والتكاليف الإنسانية والبيئية عن أي تسرب قد يحدث من الناقلة «صافر»، متسببا بكارثة بيئية في مياه البحر الأحمر بعد أنباء عن كارثة كانت وشيكة الحدوث.

واتهمت الأمم المتحدة الحوثيين بعرقلة عملية الصيانة، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، في إحاطته لمجلس الأمن في سبتمبر أواخر العام الماضي، إن «الحوثيين اعترضوا على إرسال معدات وفريق تقييم من الأمم المتحدة إلى جيبوتي على ساحل خليج عدن في أغسطس، بناء على اتفاق مسبق مع السلطات الحوثية».

اتفاق الرياض

على الصعيد السياسي، أكد وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا محمد الحضرمي، أمس، محاولة الحكومة مرارا التعاطي بإيجابية مع كل جهود تنفيذ اتفاق الرياض، إلا أن تلك المحاولات قوبلت بتعنت مستمر من المجلس الانتقالي، وإصرار غير مبرر على الاستمرار في تمرده المسلح، وتقويض عمل مؤسسات الدولة، بما في ذلك تعطيل عمل الفرق التابعة لوزارة الصحة المعنية بالتصدي لجائحة كورونا في عدن.

وأضاف، «لم يكتف المجلس الانتقالي برفض الاستجابة لدعوات الحكومة والتحالف ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، بضرورة الرجوع عن خطوته المتهورة فيما أسماه «الإدارة الذاتية للجنوب»، بل إنه استمر -أيضا- في زعزعة الأمن والاستقرار في سقطرى، ومؤخرا في أبين، بقيامه بالتحشيد العسكري المستفز».

حفظ الدماء

أفاد الحضرمي بأن «مسؤولية الجيش الوطني هي الدفاع عن الوطن وحماية أمنه وسلامة أراضيه، وستقوم مؤسسة الجيش الوطني بكل ما يلزم للحفاظ على الدولة ومؤسساتها وسلامة المواطنين»، مؤكدا التزام حكومته بتنفيذ اتفاق الرياض، وأنه خارطة الطريق الآمنة.

وشدد على أن التراجع عن التمرد سيحفظ الدماء، وعلى المجلس الانتقالي أن ينصاع وينفذ استحقاقات اتفاق الرياض، ويتراجع عن إعلان ما أسماه «الإدارة الذاتية» للمحافظات الجنوبية.

تطور ميداني

ميدانيا، صدت قوات الجيش اليمني عدة هجمات لميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في عدة جبهات. وأوضحت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها أن مجاميع من ميليشيا الحوثي حاولت التقدم باتجاه مواقع للجيش اليمني في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء، إلا أن قوات الجيش اليمني أفشلت كل تلك المحاولات، وأجبرتها على التراجع.

في السياق ذاته، أفشلت قوات الجيش اليمني عدة هجمات للميليشيا الحوثية، في جبهة مريس شمالي محافظة الضالع، جنوبي اليمني، وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.

اشتراطات الحوثي لصيانة الناقلة صافر

انسحاب القوات المشتركة من الحديدة والدريهمي

رفع الحصار عن إيران

فتح المطار لنقل الجرحى ومغادرة الخبراء الإيرانيين واللبنانيين

أخذ مبلغ يعادل قيمة نصف مليون برميل من النفط الخام