فيما اقترح وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، على هيئة تقويم التعليم «قياس»، إلغاء اختبار «التحصيلي» عن بُعد لطلاب وطالبات نهاية المرحلة الثانوية، الذي بدأت في إجرائه الهيئة خلال اليومين الماضيين بشكل تجريبي، أبدى طلاب وطالبات استياءهم من العقبات التقنية والأسرية التي واجهتهم خلال أداء الاختبار، إذ تواصلوا مع «الوطن»، وأكدوا وجود مصاعب واجهتهم في الاختبار التجريبي، مطالبين بإلغاء الطريقة الإلكترونية والعودة إلى النظام السابق حضوريا في الاختبار الفعلي المقرر إجراؤه في 16 و17 شوال الجاري.

وزير التعليم يقترح

حسب برقية عاجلة موقعة من وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، اقترح الوزير إلغاء اختبارات قياس عن بُعد، وعقدها حضوريًا، وذلك حرصًا على مصلحة الطلاب وضمان العدالة بينهم.

وأضاف: إنه بعد صدور الأمر السامي القاضي بالموافقة على رفع تعليق الحضور لمقرات العمل الحكومية والخاصة، والتدرج في ذلك وفق فترات زمنية تنتهي بالعودة إلى الأوضاع الطبيعية، مع تطبيق التباعد الاجتماعي، وفي ظل وجود 62 مركزا متاحا لإجراء الاختبارات حضوريا، أصبح لدى الوزارة والجامعات الاستعداد التام لتوسيع مستوى الخدمات المقدمة لهيئة تقويم التعليم والتدريب، للعودة إلى الاختبارات الحضورية عوضا عن الاختبارات عن بعد، وتنفيذها محوسبة في الجامعات بأعداد كبيرة، عبر إتاحة مباني السنوات التحضيرية والمشتركة، كمراكز إضافية للاختبارات.

تخزين البيانات

أشار آل الشيخ إلى أن الإعلان عن الاختبارات عن بُعد صاحبه عدد من المخاطر، من ذلك ما تضمنه المحضر المعدّ من اللجنة الوطنية للتحول الرقمي، إضافة إلى المشكلات المتعلقة بسرّية تخزين البيانات الشخصية للطلاب، وأمن المعلومات والخصوصية، وما ذكر من مخاطر أخرى من عدد من المهتمين وذوي الاختصاص، إضافة إلى ما صرحت به الهيئة من تخفيض أسئلة الاختبارات إلى 44 سؤالا، دون الرجوع إلى المستفيد الوحيد، مما شكل تحفظًا لدى خبراء القياس والتقويم في دقة الاختبارات المبنية على ذلك، فيما يتعلق بتحديد مستوى الطلاب وتحقيق العدالة.

كما أن الاختبار حضوريا يفسح المجال لإتاحة فرصة عادلة لجميع الطلاب والطالبات، الذين لم يتمكنوا من أداء اختبار القدرات، أو لمن يريد أن يحسّن درجته، ونظرًا لأن الجامعات ستقدم ذلك مجانًا، ولمعاناة الطلاب الكبيرة خلال هذه الأزمة، فنأمل أن يتاح لكل طالب فرصة الاختبارين مجانا.

معاناة

قالت الطالبة أنوار لـ«الوطن»، إنها في بداية الأمر تقبّلت موضوع الاختبار التحصيلي عن بُعد بكل شروطه المعقدة، مثل عدد الأسئلة وعدد الفرص، على الرغم من وجود مشاعر القلق، لكنها توقعت أن تجد في الاختبار التجريبي ما يبعث الاطمئنان، إلا أن القلق قد تضاعف مع بداية التجربة، إذ إن عددا كبيرا من الطلاب والطالبات استغرق دخولهم للاختبار ساعات، بسبب مشكلات تقنية، وهذه المشكلة حدثت في الاختبار التجريبي الذي تم توزيع الطلاب فيه على مجموعات لأداء الاختبار، فكيف سيكون الاختبار الفعلي والجميع سيجريه في التوقيت نفسه؟ كما حوى الاختبار التجريبي أسئلة من المقررات المحذوفة، ومسألة رياضية طويلة لم نتمكن من حلها ذهنيًا، والمسودة الإلكترونية لا تصلح لحل هذا النوع من الأسئلة، فهذه المسودة ما هي إلا مساحة لكتابة بعض الملاحظات باستخدام لوحة المفاتيح، وغير مفيدة على الإطلاق.

توجه عالمي

أضافت، أن فكرة إقامة الاختبارات عن بعد ليست سيئة، ولكنها تفتقر إلى النظام والتوضيح وإضافة أدوات تتناسب مع نوع الاختبار المطروح، وكونها تجربة أولى فتطبيقها على اختبار مصيري مثل الاختبار التحصيلي فكرة غير موفقة «حسب رأيها».

ولفت طلاب إلى أن ضمن الشروط المفروضة في أداء الاختبار عن بعد: عدم الحديث وعدم الحركة ومنع الصوت والضوضاء وألا تغطي أذنك «حتى لا تستخدم سماعة الأذن في الغش»، ولا بد أن يؤدى الاختبار في غرفة تحوي مدخلا واحدا فقط، وأن يكون باب الغرفة خلف ظهرك، وأن تكون على طاولة وكرسي، ويمنع تأديته على الأرض، كما يجب تعطيل برامج الحماية ومكافحة الفيروسات في جهاز الحاسب، وأن تكون أنظمة التشغيل «ويندوز وغيرها» أصليّة، فيما كان هناك رأي آخر لمغردين قالوا إن الاختبارات عن بعد، واستخدام التقنية الحديثة توجّه عالمي وتطور حضاري، والاختبارات كشفت ضعف بعض الطلاب والطالبات في التعامل مع التقنية، فكيف سيكونون قادة للمستقبل وبعضهم ضعيف في التعامل مع الأنظمة الإلكترونية.

عوائق

أشارت نورة -وهي ولية أمر- إلى أن اثنين من أبنائها لديهما اختبار تحصيلي، ولا توجد لديهم أجهزة حاسب آلي، بسبب عدم قدرتها المادية، إذ تعيش على الضمان الاجتماعي وتعول 7 أفراد، مبدية تخوفها من حرمان ابنيها من دخول الجامعات وضياع مستقبلهم، بسبب عدم أدائهم الاختبار التحصيلي، مطالبة بوضع حلول لمثل هذه الأسر غير المقتدرة، وممن لا تتوافر لديهم الإمكانات التقنية لأداء الاختبار عن بعد.

ضرر بالغ

طالبت إحدى الطالبات بأن يكون الاختبار الفعلي في المراكز والمقرات، وفق اشتراطات احترازية، وقالت إن دفعة هذا العام 2020 تعرضت لضرر بالغ، وأصبح الاختبار فرصة واحدة فقط بعد أن كان لدى الطلاب فرصتان في السنوات الماضية، وتم تخفيض عدد الأسئلة من 120 سؤالا إلى 44 فقط، وطُلب منهم توفير متطلبات تقنية معقدة وتعجيزية لدى بعض الطلاب وأهاليهم، منها إصدارات حديثة و«أصليّة» لبعض أنظمة تشغيل الحواسيب، وتوفير كاميرات ويب، ومايك، وسرعات خاصة للاتصال بالإنترنت، وغيرها من المتطلبات التي لا تتوافر لدى كثير من الأسر.

ولفتت أن البرنامج الذي يتم خلاله الاختبار ينتهك خصوصيتهم، وهناك من يراقبهن عن بعد، عطفاً على التوتر والتشتت خلال تأدية الاختبار، مما يؤثر على إجاباتهم. كما جاءت أسئلة من مقررات قيل لهم إنها محذوفة بعد تعليق الدراسة في المدارس، وأسئلة أخرى تحتاج إلى حل مطوّل باستخدام الورقة والقلم، ومع ذلك يمنع استخدام أي مسودة كتابية، واستبدلت بمسودة إلكترونية معقدة.

مخالفات

قالت هيئة تقويم التعليم والتدريب «قياس»، إن الهدف من الاختبار التجريبي الإلزامي عن بُعد، هو التعرف على آلية الاختبار الفعلي، وكيفية التعامل مع النظام بدايةً من رفع الصور وأداء الاختبار وصولاً إلى رفع النتائج، وكانت الأسئلة على سبيل التمثيل، ولن تدخل الأسئلة التي وضعت في الاختبار التجريبي في الاختبار الفعلي. مؤكدة أنها رصدت بعض المخالفات بعد تطبيق الاختبار التجريبي عن بُعد، ومن ذلك تصوير ونشر أسئلة الاختبار على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تم حصر وتوثيق ما نشر وإحالته إلى الجهات المختصة للتعامل معه، حسب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، مشيرة إلى أنه سيتم التعامل مع المخالفات التي رصدها النظام للمختبرين، لتفادي تكرارها في الاختبارات المقبلة.

مشكلات تواجه الطلاب

عدد الأسئلة والفرص

دخول الطلاب للاختبار استغرق ساعات

ظهور مشكلات تقنية

حوى الاختبار التجريبي أسئلة محذوفة

شروط

عدم التحدث وعدم الحركة

منع الصوت والضوضاء

ألا يغطي الطالب أذنه

لا بد أن يؤدى الاختبار في غرفة بمدخل واحد

أن يجلس على طاولة وكرسي، ويمنع تأديته على الأرض

يجب تعطيل برامج الحماية ومكافحة الفيروسات

أن تكون أنظمة التشغيل «ويندوز وغيرها» أصليّة