التعلم واكتساب الخبرة لا يأتيان بالمجان، وهذه الجائحة كبدتنا بل كبدت العالم بأسره تكاليف باهظة في الأرواح والأموال، وأدت إلى تدهور الاقتصاد العالمي، ما يستوجب أن تكون فوائدنا والدروس المستفادة من هذه التجربة المريرة أكبر من ذلك، وعلى أقل تقدير تساويها، وأتوقع بل أجزم أن هناك إدارة أو إدارات مختصة، ومنذ بداية الجائحة لمراجعة وتقييم الأداء وتدوين كل ما حدث ويحدث، ومراجعة الإجراءات وتتبع الخطوات ونتائج القرارات، لرصدها وطرق وأساليب تنفيذها وتوثيقها، مع التركيز على السلبيات لتلافيها، والإيجابيات لتعظيم الفائدة منها، على مستوى إدارة القيادة والتحكم بوزارة الصحة، وكل وزارة ومرفق حكومي وخاص، بما فيها وزارة الصحة ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات ووسائل الإعلام الحديث والتقليدي، ووسائل التواصل الاجتماعي والقطاع غير الربحي (الخيري) والاستشاريين وأصحاب الخبرة، وكذلك أداء وتفاعل المنظمات الأممية معها لعقد ورش عمل فور انتهاء البلاء، وخلو البلاد من هذا الوباء على مستوى المملكة خلال فترة وجيزة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أسابيع لكل قطاع، للخروج بالدروس المستفادة من هذه التجربة المريرة بكل صدق وتجرد، ليستفاد منها ككارثة أممية عند الحاجة إليها، أو كمرجع هام للجهات التعليمية والبحثية المختلفة، وكذلك وحدة المخاطر الوطنية، والتي لم نلمس لها أي دور حتى الآن. أتمنى أن يتم التنسيق منذ الآن لتحديد الأطر العامة لهذه الورش من خلال مبادرة هذه القطاعات، أو إحدى الجامعات عن قطاع التعليم والبحوث مثلا، وإحدى المؤسسات الصحفية ذات الإمكانات التقنية العالية، عن قطاع الإعلام، وهكذا ليتم رفعها للجهات المختصة. وأتمنى أن تتبنى الأمانة العامة للمخاطر الوطنية هذا الملف.