حادثة عنصرية جديدة هزت الولايات المتحدة، بعد أن وثق مقطع فيديو العنف الذي مارسه رجال شرطة بحق اثنين من السود، خلال قيادتهما سيارة في أحد شوارع أتلانتا. وظهر في مقطع الفيديو مجموعة من عناصر الشرطة في مدينة أتلانتا الأمريكية يركضون نحو سيارة بها شاب وشابة، تبين أنهما يدرسان في جامعة قريبة من الموقع. وما أن وصل رجال الشرطة إلى السيارة حتى أخرجوا الفتاة من المقعد بجوار السائق وهي تصرخ بذعر، دون أن تدرك سبب ما يحدث، قبل أن يقوم أحد رجال الشرطة بتكبيل يديها. ومن غير الواضح من مقطع الفيديو ما إذا كانت قد تعرضت للصعق بالكهرباء.

أما المشهد لدى مقعد السائق، فكان أكثر رعبا، إذ حاول رجل شرطة سحب الشاب من الجهة المقابلة وصعقه بالكهرباء، بينما لا تزال الفتاة بجواره، فيما حطم شرطي آخر نافذة السيارة المجاورة له واستمر بصعقه كهربائيا، حتى أخرجه من السيارة. وبدت ملامح الذهول على الشاب الذي بدا أنه لم يدرك سبب ما يحدث، ولم يبد أي مقاومة لعملية الاعتقال.

نار مشتعلة

تصب تلك الواقعة البنزين على نار العنصرية المشتعلة أصلا ونتيجة لما حدث، تم فصل اثنين من رجال الشرطة بشكل فوري من الخدمة، بسبب استخدامهما المفرط للقوة، ضد الطالبين حسب ما أعلنت عمدة أتلانتا، كيشا لانس بوتومز.

قالت: «شعرت بانزعاج عندما شاهدت الفيديو، وأمرت بإسقاط التهم الموجهة ضد الشابة، بعد مشاهدتنا الفيديو أصبح من الواضح فورا أن القوة التي استخدمت ضد الشابة كانت مفرطة، كما أنه من الواضح أيضا أنه يجب فصل الضابط الذي صعق الشاب بالكهرباء». من جانبه، قال أحد الضابطين اللذين فصلا، في تقرير للشرطة عن الواقعة، إنه اعتقد أن الاثنين كانا مسلحين، لافتا إلى أنه سمع كلمة مسدس مرتين أو 3 مرات ولم يكن قادرا على رؤية يدي من كانا في السيارة.

قتل جديد

في سياق متصل قالت شرطة مدينة إنديانابوليس الأمريكية: إن شخصا ثانيا قتل خلال أعمال العنف التي شهدها وسط المدينة التي بدأت السبت. حيث قتل الشخص الثاني في الساعة 2:30 صباح الأحد، لكن شرطة المدينة أكدت عدم تورط عناصرها في مقتل أي منهما.

قال مايكل هيويت المتحدث باسم الشرطة: إن سبب هذه الوفيات لم يتضح بعد. أضاف «ما من سبيل لربط هذه الوفيات، في الوقت الحالي، بأي نوع من الاحتجاجات أو أي شيء. نحن لا نعرف ما إذا كانت حوادث منفصلة أو ماهيتها».

احتجاجات عالمية

من جهة أخرى اتسع نطاق الاحتجاجات على مقتل المواطن الأمريكي إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، إذ خرج مئات الأشخاص في لندن وبرلين ونيوزيلندا تضامنا مع المحتجين داخل الولايات المتحدة. ففي وسط لندن جثا المحتجون على ركبهم في ميدان الطرف الأغر بوسط المدينة مرددين «لا عدالة لا سلام» ثم مروا بجوار‭‭ ‬‬مقر البرلمان حتى وصلوا إلى السفارة الأمريكية.

كما شارك عدة مئات من المحتجين في مسيرة خارج السفارة الأمريكية في برلين رافعين لافتات تطالب بـ»القصاص لقاتل جورج فلويد» و»أوقفوا قتلنا» و»من التالي الذي سيحطم عنقه؟».

مقر محصن

اضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للجوء إلى المقر المحصن أسفل الجناح الشرقي من البيت الأبيض، بعد أن اقترب المتظاهرون المحتجون على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، من أسوار مقر الرئاسة.

وأجبر ترمب على النزول إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسية، وهو عبارة عن قبو محصن تحت الأرض، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، بعد أن اجتاز المتظاهرون الجمعة الماضي حاجز أمنيا قبالة المقر الرئاسي. ويعد مركز عمليات الطوارئ الرئاسية مخبأ يلجأ إليه الرئيس وكبار مستشاريه باعتباره المأوى الأكثر أمنا وتحصينا في حالة الطوارئ أو الكوارث، ويقع تحت الجناح الشرقي للبيت الأبيض.

ولأن المبنى بالكامل تحت الأرض، فهذا لا يعني أنه منقطع عن العالم الخارجي، بل إنه مجهز بمركز اتصالات يمكن من خلاله لرئيس الولايات المتحدة ومستشاريه العمل فيه واتخاذ القرارت عن بعد.

اعتقال

كشفت مجلة تايم الأمريكية أن ابنة عمدة مدينة نيويورك كانت ضمن 790 شخصا جرى اعتقالهم خلال الاحتجاجات التي اندلعت. وأفاد مسؤول أمني، تحدث شريطة عدم كشف هويته بسبب حساسية الأمر، بأن كيارا دي بلاسيو، التي تبلغ من العمر 25 عاما، اعتقلت ليلة السبت.

كيارا دي بلاسيو هي ابنة عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو. وقال المسؤول: إن كيارا كانت رفقة المحتجين، لكنها اعتقلت بعد رفضها أمر ضابط شرطة بمغادرة شارع مانهاتن.

كانت الشرطة الأمريكية تخلي شارع مانهاتن بعد ما شرع محتجون في تنفيذ أعمال تخريبية.

ولم يتحدث العمدة بيل عن مسألة الاعتقال خلال مؤتمره الصحفي، الأحد.

خلفت الحادثة موجة غضب وحزن عارمة عبر عنها المشاهير من خلال حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال خروجهم والانضمام للمتظاهرين للحد من العنصرية، من بين المشاهير الذين استعانوا بوسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على هذا التصرف:

-أريانا جراندي التي شاركت مع المحتجين في مظاهراتهم إذ كتبت عبر الإنستجرام «إن العدالة ليست مجرد اعتقال ضباط معينين، إنها تتعلق بتفكيك الأنظمة التي سمحت بذلك»

- أسطورة كرة السلة ليبرون جيمس كتب عبر تويتر «لماذا أمريكا لا تحبنا؟»

- المغني شون مينديز قال: «كنت أحاول العثور على الكلمات المناسبة لأيام، أشعر بالغثيان في معدتي، سماع صوت بكائه للمساعدة تقشعر له الأبدان وهو يكسر قلبي، أنا آسف للغاية لأن هذا الظلم يستمر في الحدوث»

- المغنية سيلينا جوميز كتبت «تخيلوا كمية الوحشية التي لم يتم تسجيلها بالفيديو! ارقد بسلام جورج فلويد»

- المغنية بيونسيه قالت، في تسجيل مصور شاركته مع الجمهور من خلال حسابها بالإنستجرام: نريد العدالة لجورج فلويد، لقد شهدنا جميعا مقتله في وضح النهار، نحن محطمون ونشعر بالاشمئزاز.

- بيري إدوارد عضو فرقة Little mix›s قالت: «لماذا نترك مجتمع السود يحاربون هذا وحدهم؟ التغيير سيحدث إذا وقفنا بجانبهم، أنا معكم».

- المغنية ريانا قالت: «إذا كان الإعدام هو العقوبة المناسبة للمخدرات ومقاومة الاعتقال، إذن فما العقوبة المناسبة للقتل؟»

- المغني جاستن بيبر عن الحادثة العنصرية قال: «كل هذا يجب أن يتوقف، إنه يجعلني مريضا، غاضبا وحزينا، العنصرية شر»

- وأدان جوردان الأحداث قائلا « أنا حزين بشدة، أعاني حقا وغاضب تماما».

- هاميلتون بطل العالم للفورمولا قال: «ما زلت أجاهد للعثور على الكلمات التي تصف فظاعة بعض مقاطع الفيديو التي رأيتها على الإنترنت. يجب مواجهة العنصرية بالأفعال وليس الصمت».

- قاد لاعب بوسطن سيلتكس جايلين براون سيارته لمدة 15 ساعة للمشاركة في مظاهرة سلمية في أتلانتا.

- رودجر جودويل قال: إن المظاهرات العنيفة «تعكس مشاعر الألم والغضب والإحباط التي يشعر بها الكثير منا».

- لاعبة كرة المضرب سيرينا وليامز نشرت مقطع فيديو على حسابها في إنستجرام لفتاة متأثرة جدا خلال تجمع عام وقالت: «نحن سود ولا يجب علينا أن نشعر بهذا».

- مهاجم بوروسيا دورتموند جايدون سانشو كشف عن قميص تحت قميص فريقه عقب تسجيله هدفا، كتب عليه «العدالة لجورج فلويد»

- شبكة نتفلكس العالمية أعلنت تضامنها مع قضية السود، حيث غردت قائلة: «لدينا منصة، ولدينا واجب تجاه الأعضاء، الموظفين، المنتجين، المتحدثين السود».

- حساب تويتر الرسمي غير كل شيء في الحساب إلى اللون الأسود في إشارة إلى الحرب على العنصرية وتضامنا مع السود.