كثرت التحليلات والتساؤلات عما يحدث في الولايات المتحدة من تظاهرات وأعمال تخريب، وهل ما يحدث أمر عفوي أو مسيس، أو ابتدأ عفويا ثم اختطف نحو أجندات أخرى، وهل سيكون له تأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما تأثير هذه الأحداث في الشرق الأوسط والخليج تحديدا؟

قد لا يلزم الأمر فتوى محلل سياسي متخصص ليكشف لنا مجريات الساحة الأمريكية وتأثيرها في الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط عامة ومحيطنا الإقليمي خاصة.

مدار الأزمة على القتيل جورج فلويد الذي يحمل سجلا أمنيا إجراميا، فقد أدين بتهمة السطو المسلح عام 2007 وحكم بالسجن 5 سنوات، أوقفته الشرطة على خلفية تداول عملة مزورة مجرّمة قانونا، لكن المتهم قاوم ضابط الشرطة فتعامل معه بعنف مفرط، نتج عنه مقتل فلويد، وتم اعتقال الضابط وزملائه المشاركين، وتجري محاكمتهم بتهمة القتل من الدرجة الثانية وهو ما يعادل القتل العمد.

وللعلم فإن القضاء الأمريكي صارم جدا فيما يخص تعامل الشرطة مع المواطنين، وتستخدم الداخلية الأمريكية كاميرات مراقبة دقيقة تثبّت على ملابس أفراد الشرطة لتوثيق الجرائم التي يباشرها رجال الأمن ورصد مخالفاتهم، وفي حال انتهاكهم القانون أو استخدام العنف تتم محاسبتهم.

الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد حصلت تجاوزات عنصرية من أفراد الشرطة الأمريكية في فترات رئاسية سابقة، وآخرها فترة رئاسة أوباما المنتمي للحزب الديمقراطي المناهض لحزب ترمب الجمهوري، ولم تحدث مثل هذه المظاهرات التي خرجت عن السيطرة، لا سيما في فترة أزمة صحية خطيرة جدا!

أصابع الاتهام تتجه نحو الملياردير الأمريكي الصهيوني جورج سوروس، صاحب النفوذ الواسع في المجتمع السياسي الأمريكي، والذي قال في لقاء متلفز «بكل وضوح إنني أعتبر إدارة ترمب خطرا على العالم، لكني أعتبر إدارته ظاهرة مؤقتة وستختفي في 2020 وربما قبل ذلك».

سوروس متهم بتمويل مخططات التفتيت والثورات الملونة، والتقسيم ومنها مشروع تقسيم دول الشرق الأوسط عن طريق التحالف مع إردوغان الذي قال بصريح العبارة «تركيا لديها مهمة في الشرق الأوسط»!

على الجانب الآخر جون بايدن وفريقه وهم من اليسار الراديكالي الذي وصل بهم الأمر إلى تقديم الدعم للحركة الأنركية، وهي حركة يسارية متطرفة تروج لمجتمع بلا دولة واستبدال الحكومات بمجتمع ذاتي وتطوعي، في مزيج بين الليبرالية المتطرفة والشيوعية.

سياسة بايدن قائمة على دعم الثلاثي العالمي الأشر اللوبي الصهيوني الأمريكي، وإيران و الإخوان وفي حال فتَح بايدن باب البيت الأبيض سيكون فتحا لباب الشر في الشرق الأوسط، وقد يعيد فتح مشروع تقسيم المنطقة بالتعاون مع الأيديولوجيات المتطرفة الصهيونية، الإخوانية، الإيرانية والعصملية في خلطة هي الأخطر.

سياسة ترمب قائمة على النفعية والتجارة وأهمها توفير الوظائف لشعبه، وترويج البضاعة الأمريكية في الشرق الأوسط لسحب البساط من السوق الصينية.

رجل التجارة مؤمن بأن الاقتصاد مرتبط بالاستقرار السياسي، لهذا يهتم ترمب باستقرار الشرق الأوسط الذي من شأنه دفع القوة الشرائية للمنتج الأمريكي.

ترمب الذي عطل الاتفاق النووي مع إيران، وهو الذي وقف ضد جماعة الإخوان، بل تسعى إدارته حالياً لإدراج الجماعة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، فضلا عن وقوف ترمب في وجه الإعلام اليساري الذي يباع ويشترى بالأموال «القذرة» لدعم الخراب والتدمير في بقاع الأرض. بالمختصر لا يفرح بما يحصل من قتل وتخريب وتدمير في العالم سوى الدول والمنظمات الإرهابية، ومنها إيران وتركيا وقطر والإخوان المسلمون ومن كان في قلبه هوى داعشي.