هناك شخصيات رياضية لها أحاديتها وتميزها تجد القبول من جميع الأطراف، مثل تلك الشخصيات قد تحضر في دائرة الأندية التوافقية التي تقف على مسافة بعيدة من دائرة الشد والمناكفات، وربما تكون نادرة في الأندية الجماهيرية، كونها ستجد قبولا من أنصار ذاك الفريق، غير أن الأمر قد يكون مخالفا في الاتجاه الآخر كحال الأهلي والاتحاد والنصر والهلال، غير أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد استطاع بشموليته وأناقته في الطرح فضلاً عن تعدد مواهبه أن يضع له جماهيرية مختلفة ‏عن البقية، فقبل دلوفه إلى الوسط الرياضي كان يمتلك مدرجا في قاعات الحرف والكلمة من خلال القصائد الرنانة التي يلقيها، وتلامس جزءا كبيرا من الأحاسيس والمشاعر، وحينما توغل داخل دهاليز الأندية بنى له مدرجات أخرى، وأصبح اسماً لامعاً ينافس النجوم داخل الميدان، رغم أن تصاريحه وأحاديثه لا تسيء للمنافسين لكنها في كثير من الأحيان موجعة لأنها تصب في دائرة الحقيقة، على الرغم من أن طرحه في محيط الذوق الرياضي، والأكيد أنه وضع لنفسه بروازاً متميزاً بقدر جمالية قصيدته «البرواز» التي صدح بها الفنان محمد عبده.‏

الأمير عبد الرحمن بن مساعد الشاعر والرياضي وصاحب الطرح السياسي والاجتماعي رغم أنه توارى عن الوسط الرياضي في جميع طقوسه، إلا أنه بقي حاضراً في ملعب آخر.

وفي العادة من يبتعد عن هذا المجال ينسلخ من الذاكرة وربما لا يبقى إلا خياله. غير أن شبيه الريح تشكل في قالب أجمل لأن شخصيته لا تنحصر في زاوية ضيقة، وإنما يستمد إبداعه من النافذة الواسعة التي تطل على جميع الاتجاهات، وبقدر ما كان سارقاً للقلوب في الشعر والتصاريح الرنانة ذات الطابع الخاص في الميدان الكروي، تألق على الصعيد السياسي والاجتماعي، وأمام هذا الحضور اللافت تهافت عليه المتابعون في «السوشل ميديا»، متناسين الأيام الخوالي التي عاشها في الوسط الرياضي، والتي في العادة تحدد الرؤية والاتجاه، كيف لا وكان يمتطي صهوة ناد يقارع بقوة وسط الميدان، وينتزع من المنافسين المكتسبات بل إنه وضع له بصمات خالدة لا تنسى على صعيد النتائج، انطبعت في تاريخ العديد من الفرق التي ذاقت ويل النتائج الكبيرة، شبيه الريح اكتسب الوهج المتعدد وتضاعفت جماهيريته مع كل سهم حاد يرميه في وجه غوغائية الإعلام ، الذين لا يرتكزون على قاعدة صلبة وتحركهم المصالح، في حين أن فارس الإعلام السعودي من خلال طرحه السياسي تحديدا حاضر في كل الأحوال، يظهر في كل مشهد ويكتب الحقيقة الموجعة لهم في مثل هذه الظروف، التي تتطلب تواجد دروع للوطن، كلٌ على قدر عزيمته، ويحق لنا أن نفتخر كرياضيين بهذا النموذج المتفرد في أكثر من مشرب ويسرق الإبداع بكل تفاصيله، فالتحية للأمير عبدالرحمن بن مساعد الإنسان وألف تحية على ما يقدمه من ألوان في الطرح الإعلامي بمختلف جوانبه. بقى جانب يدور في الساحة في هذه الأيام ويتمثل في ملعب الجامعة أو محيط الرعب، ويبدو أن الملعب يسير في الاتجاه الآخر، لكن خسارة الهلاليين للمنافسة قد تعجل في بناء ملعب خاص ليكون صاحب السبق في الاستثمار والتملك.