في إسبانيا يقتل 300 ألف ثور سنويا في إحدى أكثر الرياضات ‏دموية، وبيني وبينكم أرى أن مصارعة الديوك أدهى وأمر، فأبشع ‏أنواع الغل والحقد تجدها في مظهري الديكين اللذين يبدآن وعليهما ‏ريش، وتقدر تنعت الواحد منهما بـ«أبو الريش» وأنت مرتاح ‏الضمير، ولكن بعد شوية تشوفهم ملطن والدم من كل مكان ريشة ‏قطرة. ‏ والظاهر أنهم يضعون لهم دجاجة مريشة، وكل منهما عينة عليها، ‏وهات يا نتف لأجل يفوز ويطلب جناحها من ديك العيلة. ‏ أما مصارعة الثيران فيتم إطلاق مجموعة من الثيران من الحظائر في ‏الشوارع إلى الحلبة، فيتسابق الناس بالجري أمامها متلفعين بشالات ‏حمراء، اعتقادا أنها تثير الثيران مع أن هذه الأخيرة لا تفرق بين ‏الألوان، إنما تثار بحركات المصارع والقماشة، واللون الأحمر ‏يستخدم لإخفاء لون دماء الثور.‏ وبعد انتهاء المصارعة بمقتل الثور، الجزارون في الانتظار لتقطيعه ‏ثم بيع لحمه، وقد تكون مصادفة أن تأكل من لحم الثور الذي رأيته ‏وهو يطعن وحنيت عليه، لكن الأقدار جعلتك تأكل لحمه بدون شفقة.

وفي إسبانيا أكثر من 400 حلبة، وأكبر حلبة مصارعة في العالم في ‏مكسيكوسيتي وتتسع لـ55 ألف متفرج، أما الثور بحق فهو الذي يقتل ‏مصارعه لأن النتيجة كارثية، فصاحب المزرعة الذي قدم ثوره ‏للمصارعة لا بد أن يضحي به وبكل عائلته، خاصة بأمه، وهذا ‏منتهى العقوق.‏ وهناك طرفة تقول بأنه قامت ثورة في إحدى دول العالم الثاني وقابل ‏المذيع أحد الذين وصلوا للبرلمان بالفزعة، وسأله ممكن تعرف لنا ‏الثورة؟ فرد بخبث وهو يبتسم، معروف الثورة هي زوجة الثور، ربما ‏كان بقصد الزعيم الملهم.‏ وطرفة أخرى، وفي إيران عندما فكروا في إدخال مصارعة الثيران ‏تراجعوا لأنه من ضمن الشروط أن يكون الاختيار عشوائيا. ‏

كما يروى أنه في إحدى الحظائر يفصل ما بين الأبقار والثيران ‏بأسلاك شائكة «لعدم الاختلاط»، وكان هناك ثور كبير وقور يقبع في ‏النصف كمحلل وخبير، فجاء ثور شاب إليه، وقال له يا سيد الثيران ‏أودّ أن أذهب إلى البقرات الجميلات، كي أتودد لواحدة منهن، ربما ‏تقبل أن تتزوجني، فكيف أصل إلى هناك، فرد عليه الخبير ابتعد عن ‏السور الشائك مسافة كافية تمكنك عند الجري لتصل لسرعة 60 كيلو ‏في الساعة، وبزاوية لا تقل عن نفس النسبة تجد نفسك هناك، فرد ‏الثور الشاب طيب ولو أني أخطأت وتعلقت في الأسلاك وتكسرت ‏أعضائي وصرت لا لحقت عنب الشام ولا زبيب اليمن، ماذا أفعل، ‏رد الثور الكبير، «تجي جنبي وتصير خبير إستراتيجي».‏

هذا عن الثور أبو قرون طويلة، أما بعض الكيانات والقيادات التي لها ‏من حظ أفعال أبو قرنين الشيء الكثير فحدث ولا حرج، وتأتي في ‏المقدمة إيران وملاليها الذين عاثوا في الأرض فسادا، وهم رأس كل ‏فتنة وإرهاب، ولأننا ذكرنا الرأس فلا ننسى الذيول مثل البليد حسن ‏وحزبه في لبنان، والذي أوصل لبنان إلى مستنقع راكد اقتصاديا، بل ‏من كل الجوانب حتى وصل الدولار إلى 6 آلاف ليرة. ‏

طبعا الخطأ على الدولار الذي لا يختشي على دمه، أما الذين يهربونه ‏إلى الأسد ويسخرونه للترهيب والقتل فهم أبرياء.‏

أما الذيل الآخر فهم الحوثيون الذين جعلوا اليمن جنازة تنتظر الدفن.‏ أما الذي مفلوت على حل شعره وطربوشه، طبعا عرفتموه الذي ما له ‏من اسم «طيب» نصيب، فإردوغان افتعل انقلاباً ليصفي خصومه ‏وفي سجونه أكثر من 50 ألف سجين سياسي وهاجم الأكراد ودخل ‏سورية، واحتل ما حلا له وطار إلى قطر وفرخ فيها زبانيته، ومر ‏بالقرب من قبرص وأذاها، واليونان معها، وانطلق ومرتزقته إلى ليبيا ‏طمعا في الثروة وتحقيق أحلام اليقظة والكبرياء وحب العظمة «أو ‏اللحمة»، والآن يضرب في العراق.‏

صراحة الكذب خيبة، العالم ما قصر، كلهم نددوا وشجبوا واستنكروا ‏وبشدة، يعني أيش يسووا ما بقي إلا أن يقطعوا كرفتاتهم.‏ المهم السؤال القائم من سيلجم الثور ومتى؟.‏

حاشية..‏

فكرة نقل الخطوط السعودية هي كلفة مال وعناء آلاف الأسر، ‏فإدارات متعددة نقلت من جهة إلى أخرى والحال محلك راوح، ‏واكتفي من تجربتي ومعايشتي بمثالين هما جوازات الرياض وجدة ‏تطورتا في نفس المكان وبنفس العاملين، وشهدتا نقلة كبيرة وجميلة ‏وما زالتا من تقدم إلى آخر.‏

وجهة نظري الأثيرة لكل إدارة أو شركة هي أن القائد هو من يصنع ‏الفرق، فالسر في السكان وليس في المنزل.‏