قمصان تحمل توقيع النجوم وأحذيتهم وميداليات بطولات، ربما تكون أشياء قد يخفيها شخص في درج أو خلف خزانة ملابس، بيد أن الخبراء ينصحون بالاحتفاظ بها كثروة صغيرة، يحتمل أن ترتفع قيمة بعضها بشكل كبير على مدى السنوات المقبلة، فبالنسبة لجامعي التذكارات الخاصة المتعلقة بـ"اللعبة الجميلة" حول العالم، شغف مطاردتها لا ينتهي ويماثل الحصول على جزء من التاريخ.

كرات كلاسيكية

بعد مشاهدته الفيلم الوثائقي لكأس العالم 1986 في سن الثالثة عشرة، طور الإيرلندي جيفين بويد، اهتمامه بجمع كرات القدم الكلاسيكية ووجدها في مواقع المزادات عبر الإنترنت، وحصل أيضا على كرات مستخدمة في المباريات من حكام معتزلين، وخوفا من أن تفقد الكرات شكلها أو لونها، يخزنها في صناديق من الورق المقوى في خزانة الملابس، وحصل بويد على كرة (أديداس تانجو) الأصلية المستخدمة عام 1978، من جامع مقتنيات إيطالي مقابل 6144 دولارا أمريكيا (23.040 ريال)، بينما تباع الكرات المستخدمة في مباريات تاريخية بمبالغ أكبر، حيث شهد مزاد عام 2012 بيع كرة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1892 مقابل 18.790 دولارا (70.462 ريالا)، بينما دفع أحد الجامعين 74 ألف دولار (277.500 ريالا) مقابل إحدى كرات أديداس (جابولاني) المستخدمة في نهائي كأس العالم 2010 بين إسبانيا وهولندا.

مبالغ ضخمة

يمكن للتذكارات المرتبطة بأكثر اللاعبين والمسابقات الكروية شهرة أن تجلب مبالغ ضخمة خلال المزادات الخاصة، حيث وصلت قيمة القميص الذي ارتداه الأسطورة البرازيلية بيليه في نهائي كأس العالم 1970 إلى 198.025 دولار (742.594 ريالا)، ودفع أحد المهتمين 600.659 دولار (2.252.471 ريال) مقابل كأس الاتحاد الإنجليزي الذي يعود تاريخه إلى عام 1896، وكأغلى قطعة تذكارية كروية تباع في مزاد، تم بيع كتاب قواعد وقوانين كرة القدم من ستينيات القرن التاسع عشر بـ1.1 مليون دولار (4.125 ملايين ريال)، وفي حين تبدو الفرص ضئيلة للعثور على قطع كهذه أثناء التنقيب في غرف المنزل، يبدو أن جائحة كورونا ضاعفت الاهتمام بتذكارات كرة القدم، فمع تكيف المشجعين في جميع أنحاء العالم مع البقاء داخل منازلهم وعدم وجود مباريات لمشاهدتها، يستغل البعض أوقاته للإضافة إلى مجموعته الخاصة أو البدء فيها.

طلب متزايد

توقعت مجلة Forbes وصول قيمة قطاع التذكارات الرياضية في السوق العالمية إلى 47.2 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، بينما يشير روبرت شتاين من مزادات (سبورتينجولد) للتذكارات الرياضية إلى أن "السوق في الوقت الحالي، ومنذ بدء تطبيق الحجر المنزلي، في تصاعد وبشكل لا يصدق"، مضيفا "من المؤكد أن هناك زيادة في الاهتمام بالتذكارات الرياضية وتحديدا كرة القدم، كبرامج المباريات والتذاكر وما إلى ذلك، والسبب هو بقاء الناس في المنزل ومتاحون، في حين أنهم كانوا عادة في العمل، كما وجدنا أيضا أناسا جددا يدخلون السوق"، كما لاحظ جوش وارويك المؤسس المشارك لموقع قمصان كرة القدم الرجاليةCult Kits، زيادة في الطلب على موقعه، وقال: "معظم المشجعين يتذكرون كم يحبون كرة القدم وكم يفتقدونها عندما لا يجدونها كما اعتادوا كل عطلة نهاية أسبوع، ربما حصلنا على زيادة في الطلبات من 10 إلى 15%، وهذا ليس بالشيء الهين".

مقتنيات تاريخية

عادة ما يعد الفوز بكأس العالم ذروة كرة القدم، لذا من المفاجئ أن يستفيد لاعب ما ماديا بالفعل من بيع ميداليته، بيد أن أحد أعضاء منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 2018 باع ميداليته الشهر الماضي مقابل مبلغ ضخم يقارب 269.531 ريال، وتم إدراج ميدالية اللاعب في مزاد على الإنترنت على موقع JuliensLive.com المتخصص في بيع مجموعة متنوعة من تذكارات المشاهير باهظة الثمن، وكان الأسطورة البرازيلي بيليه باع مجموعة متنوعة من مقتنياته على الموقع عام 2016، من بينها ميداليتا كأس العالم 1958 و1962 مقابل 405.308 دولارات (1.519.91 ريال)، وكذلك الكرة الفعلية التي سجل بها هدفه الألف بـ100.308 دولار (376.155 ريالا)، وقال بيليه بعدها "قررت منح هواة جمع التذكارات فرصة امتلاك جزء من تاريخي، وآمل أن يثمنوا هذه القطع الأثرية وأن يشاركوا قصتي مع أطفالهم وأجيالهم القادمة".

حنين التسعينيات

حتى قبل أن يدخل سكان العالم الحظر، كان الاهتمام بقمصان كرة القدم القديمة في ازدياد بالفعل، مما يعكس طفرات حنين (ناستالوجيا) التسعينيات والأزياء المستوحاة في ذلك العقد، بيد أن موضع الجذب الأكثر، هو عندما يلتقي فيه التصميم الكلاسيكي بفريق مبدع، يقول وارويك الذي يمتلك نحو 100 قميص في مجموعته الشخصية "يميل أكثرهم قيمة إلى كلاسيكيات الثمانينيات وأوائل التسعينيات"، مضيفا "قميصا ألمانيا الغربية وهولندا عام 1988، وقميص ألمانيا في كأس العالم 1990، يتمتعون بشعبية لا تصدق، بيد أنه ما يهم عادة هو إذا ما كان القميص تم ارتداؤه من قبل لاعب قام بشيء مميز أو فرق كانت ناجحة، وبالحديث عن ذلك، لم يحقق آرسنال كثيرا بقمصانهم الشبيهة بكدمات الموز، مع ذلك يحظى ذلك القميص حاليا بشعبية لا تصدق وبثمن مرتفع لأنه كان فريدا من نوعه وغير عادي وضبط نغمة قمصان كرة القدم في العقد التالي".

قيمة تاريخية

المقتنيات من تسعينيات القرن قبل الماضي تحظى أيضا بتقدير كبير في سوق برامج المباريات القديمة، وفي أحدث مزادات (سبورتينجولد) عبر الإنترنت، كانت القطعة الأعلى هي برنامج نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1895 بين أستون فيلا ووست بروميتش ألبيون، وكانت قيمته المقدرة 21.300 دولارا (79.87 ألف ريال) لكن بيعه فشل، بينما حقق برنامج آرسنال من عام 1891 (عندما كان النادي لا يزال يعرف باسم آرسنال رويال) ما يزيد قليلا على 5 آلاف دولار، ويقول شتاين الذي يملك مجموعة كاملة تقريبا لبرامج مباريات تشيلسي (الفريقان الأول والاحتياطي) يعود تاريخهما إلى عام 1905، إنه لكي يصل البرنامج إلى سعر مرتفع فعلا، فإنه يحتاج إلى الاحتفاظ بقيمة تاريخية أصلية "إذا كان لديك برنامجا لنهائي كأس في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، فهذا عنصر له قيمة عالية"، مبينا أنها "سوق محدودة بسبب القيمة، بيد أنها عادة تجذب شخصا ما".

مخاطرة كبرى

الأحذية التي يرتديها اللاعبون المشهورون يمكن أن تجلب مبالغ عالية، ويقوم التايلاندي فوتنونان سوفوت بجمعها منذ 8 سنوات، ويملك 320 زوجا ارتداها نجوم بارزون مثل: ميسي ورونالدو ونيمار وصلاح وبكام، اشتراها من بائعين من أنحاء العالم، بيد أن أثمنها زوج الأحذية الذهبيةAdidas Predator Absolute الذي ارتداه زين الدين زيدان مرة فقط في كأس العالم 2006، ووصلت في حقيبتها الذهبية، ويشير "فوتنونان" بفخر إلى أنه الوحيد الذي يملكها، مبينا "لم تعرض للبيع العام مطلقا، ودفعت مقابلها عن طريق تحويل مصرفي مبلغا باهظا قدره 37.600 دولارا (141 ألف ريال) إلى بائع كنت قد عرفته منذ يومين فقط، لقد كانت مخاطرة كبرى"، ويحلم "فوتنونان" بامتلاك زوج لأحذية زيدان الذهبية Adidas Predator Precision، المصنوعة للاحتفال بتتويج الفرنسي كأفضل لاعبي العالم عام 2000، قائلا "حتى الآن، لم يعثر أحد عليها".

تفاصيل صغيرة

"فوتنونان" ليس الجامع الوحيد المهووس بالبحث عن القطعة النادرة الشخصية، فالإيرلندي بويد يأمل يوما ما في إضافة كرة (أديداس تانجو) المستخدمة في كأس العالم 1982 إلى مجموعته، بشرط اجتيازها الفحص، ويقول "استخدمت (أديداس) بين عامي 1970 و1978 ورنيشا على كراتهم يُدعى (دورلاست)، لكنهم توقفوا عن استخدامه عام 1982، لذا من النادر جدا العثور على واحدة غير متصدعة تماما"، وعندما تقوم بجمع الكرات الكلاسيكية، فمن المستحسن أن تكون لديك عين ثاقبة واهتمام بالتفاصيل، وهو ما مكن بويد من تجنب شراء كرات مزيفة معروضة من قبل محتالين، ففي إحدى المرات، أدرك أن كرة أعلن عنها باسم (أديداس تانجو) من عام 1984 مزيفة، لأن حرف D الثاني في Adidas كان في وضع خطأ في شعار العلامة التجارية، مما أنقذه من أن يتم خداعه بدفع أكثر من ألف دولار، مبينا أن "تفاصيل صغيرة مثل هذه تتعلمها بالتجربة والخبرة".

أغلى 5 تذكارات لكرة القدم

1. كتاب قواعد وقوانين كرة القدم المطبوع عام 1863 - (4.125 ملايين ريال)

2. كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 1896 - (2.252.471 ريال)

3. ميدالية البرازيلي بيليه الفائز بكأس العالم 1970 - (1.600.28 ريال)

4. نسخة طبق الأصل لكأس العالم (جول ريميه) 1966 - (1.197.85 ريال)

5. ميدالية الإنجليزي نوبي ستيلز الفائز بكأس العالم 1966 - (885.800 ريال)

- التذكارات المرتبطة بأكثر اللاعبين والمسابقات شهرة تجلب مبالغ ضخمة في المزادات.

- مزاد المقتنيات الشخصية لبيليه (2000 قطعة تقريبا) جمع 3.4 ملايين جنيه إسترليني

- الحجر المنزلي وعدم وجود مباريات ضاعف الاهتمام بجمع التذكارات

- لاعب في منتخب فرنسا بطل مونديال 2018 باع ميداليته بمزاد إنترنت بـ59000 جنيه إسترليني

- قميص بيليه في نهائي مونديال 1970 الأغلى تاريخيا بيع بـ157.750 جنيها