أثار تقرير «ميدل إيست مونيتور» الصادر في 4 مايو من هذا العام اهتمام المراقبين الدوليين، بعد ما أورد أن مجلس الشؤون الدولية الروسي RIAC يتوقع أن تتوصل روسيا وتركيا وإيران إلى اتفاق للإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد، ووقف لإطلاق النار مقابل تشكيل حكومة انتقالية تشمل المعارضة وأعضاء النظام والقوى الديمقراطية السورية، وأضاف أن روسيا قد تدرس الخروج من سورية لعدة أسباب من ضمنها وضع قاعدتين لها على ساحل البحر المتوسط، وأزمة كورونا التي أثرت على اقتصادها.

تحول الحرب بعد دخول روسيا

دخلت روسيا الحرب السورية في سبتمبر 2015 وغيرتها لصالح بشار الأسد، وشهدت تحولاً بعد أن تلقت جماعات المعارضة السورية وداعش ضربات مبرحة من سلاح الجو الروسي وفي ديسمبر 2017، وأعلنت روسيا أنها ستظل بشكل دائم في سورية لحل تفاوضي يشمل جميع أصحاب المصلحة.

الأسد يستعيد موطئ قدمه

حققت روسيا نجاحًا جيدًا في الصراع السوري وحصلت كذلك على الدعم الضمني من الولايات المتحدة، التي تعتبر داعش تهديدًا لأمنها القومي، لذلك اشتركت الدولتان بتدمير البنية التحتية لداعش في العراق وسورية.

وكان هناك تقارب حتى مع إيران في الحرب ضد داعش وكذلك تركيا كانت على نفس الصفحة مع روسيا وإيران ونظرت إلى داعش بأنها خطر، وبسبب ذلك حصل الأسد على الدعم الذي يحتاجه فلقد تأرجحت الحرب السورية من طرف إلى آخر وما بدأ على أنه انتفاضة قوية ضد حكومة الأسد في البداية تحول إلى صراع متعدد الطوائف واستعادت حكومة الأسد الكثير من الأراضي وعلى الرغم من أن روسيا كانت مؤيدة للأسد في بداية الصراع، إلا أنها تجنبت المواجهة المباشرة مع تركيا، التي تدعم المعارضة وحتى مع إسرائيل حافظت روسيا على علاقة متزنة وتجنبت لعبة محصلتها صفر أثناء النزاع السوري.

حدود سياسة روسيا السورية

رغم رفض نظام الأسد وإيران فقد وقعت روسيا وتركيا اتفاقية وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية في 5 مارس 2020 لاستعادة إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية، وبدأت قوات النظام هجومًا عدوانيًا والتي كبدت تركيا العديد من الضحايا حيث قواتها في إدلب بموجب اتفاقية أستانا (كازاخستان)، ورداً على ذلك أخضعت تركيا قوات النظام السوري لقصف ثقيل بطائرات دون طيار لتغيير قواعد اللعبة. وتكبدت قوات الأسد التي علقت آمالها على الدعم العسكري الروسي خسائر فادحة وتجنبت تركيا وروسيا المواجهة العسكرية المباشرة، واتفقتا على وقف إطلاق النار بإدلب.

الانكماش في الاقتصاد الروسي

روسيا وأوكرانيا عالقتان في صراع والجزء المقلق لروسيا في هذه المغامرة أنها تسببت في عقوبات من الغرب ضد روسيا مما أدى إلى خسائر فادحة في اقتصادها وانخفضت الاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي جعل الاقتصاد الروسي أكثر اعتمادًا على الطاقة، مع تقلب أسعاره وتقلباته وأصبحت تعاني ليس من تزايد البطالة فحسب بل كذلك المغامرة العسكرية الروسية في سورية، ويشهد على ذلك بعض الاستطلاعات في ضوء التكلفة المادية المتزايدة للحفاظ على نفوذها في سورية، مما جعل مهمة إعادة إعمار سورية أكثر صعوبة والضغط الداخلي لانسحاب القوات الروسية من سورية.

ووضع «Covid-19» البنية التحتية الصحية في روسيا تحت ضغط هائل، والذي سيستغرق من روسيا وقتًا طويلاً للخروج من الآثار الاقتصادية المدمرة، وهذا سيؤثر في جميع خياراتها السياسية الداخلية والخارجية.

أسعار النفط بين السعودية وروسيا

أسعار النفط المتراجعة ستدفع إلى تجميد المشاريع الاستثمارية المختلفة التي وافقت عليها دول الخليج مع روسيا، حيث تبحث كل دولة عن تدابير التقشف، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التقليل في التدخل العسكري الروسي في سورية، لأنها ترغب في تخفيف التزاماتها السياسية والعسكرية في الصراع السوري وتركيز اهتمامها على تأمين الوصول إلى قاعدتيها العسكريتين دون انقطاع. وبدأت فعلياً في الضغط على نظام الأسد لإجراء حوار شامل يضم جميع أصحاب المصلحة فبعد كل شيء، لن ترغب روسيا أبداً في أن تتورط في وضع آخر يشبه أفغانستان.

لماذا الخروج الروسي من سورية

- تشكيل حكومة من جميع الأطياف ولها ولاء لموسكو

- حرص بوتين على علاقات مميزة مع الدول النفطية وعلى رأسها السعودية

- حرص بوتين على علاقات مميزة مع الدول النفطية وعلى رأسها السعودية

- أزمة كورونا تسببت في تراجع اقتصادي يعجل بمغادرة الدولة العربية

- توفير النفقات الكبيرة للقوات والقواعد الروسية في سورية