انتشرت في الآونة الأخيرة العروض الترويجية للمكملات التي تستخدم في بناء الأجسام وحوارق الدهون المتنوعة والهرمونات، وتزعم المتاجر والصيدليات المروجة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنها تغير من شكل الجسم وتحرق الدهون وتبني العضلات، دون الاكتراث لعواقب ذلك على صحة الفرد.

وصل الأمر إلى قيام بعض المتاجر الخاصة بالمكملات الغذائية والمرخصة، بالتحايل على المجتمع بعمل كورسات غذائية تشمل برنامجا غذائيا ومكملات غذائية وحوارق دهون دون عمل أي فحوصات قبل ذلك، وتتراوح أسعار هذه الكورسات من 2000 حتى 12 ألف ريال، علما أن لها استخداما معينا ويلزم عمل تحاليل وفحوصات طبية قبل الاستخدام، ولا تناسب ذوي الأمراض المزمنة.

خطورة هذه البرامج والمكملات

أوضح إخصائي التغذية والمدرب ياسر الشعراوي، أننا نسمع كثيرا عن المكملات الغذائية، وأنها مفيدة والبعض يقول إنها ضارة، والناس أصبحت محتارة من هذه النقطة، ولكن يجب على كل شخص يريد أن يهتم بصحته عمل تحاليل وفحوصات طبية، ويرى أين المشكلة التي تحتاج إلى زيادة نوع معين من الفيتامينات وتعالجها عوضا عن تراكم المشكلة والدخول في مشاكل، وبالتالي يكون هناك تدهور في الصحة.

أضاف أن المكملات الغذائية مثلها مثل الأدوية تصرف بواسطة الطبيب المختص، فإذا كان الفرد يتمتع بصحة جيدة، فإنه لا يحتاج لها، إلا إذا أوضحت التحاليل خلاف ذلك، فيمكن وصفها لمدة زمنية محددة، يتم عرضها على شكل أقراص أو شاي أو بودرة.

وقد لوحظ أيضا انتشار هذه المنتجات في الصيدليات، وزادت العروض الترويجية لها وبيعها على الجميع دون معرفة الشخص بها وبطريقة استخدامها، كما أنها تباع للجميع دون استثناء، ودون وصفة طبية أو تحاليل مسبقة قبل استخدامها، وأن معظم الشباب ومرتادي الأندية الصحية يستخدمون المكملات بسبب إعلانات التلفزيون أو شبكات التواصل الاجتماعي.

أضرار

أبانت إخصائية التغذية رويدا إدريس أن هذه المكملات تصيب الجسم برعشة وتسارع في دقات القلب، وذلك بسبب كمية الكافيين الكبيرة الموجودة بها، ويجب أن تكون تحت متابعة طبية، وهناك نوع منها يأخذ قبل الأكل يخلص الجسم من السموم من الدهون التي تدخل فيه، للأسف هذا النوع يسبب نقص الفيتامينات الموجودة في الجسم، وأسعار الكورسات تكون عالية جدا، للأسف والذين يعملون على صرفها في الغالب يكونون مدربين رياضيين.

الاختلافات

أوضحت المختصة دينا أن المكملات الغذائية تختلف جذريا عن الهرمونات، فالهرمونات ليس مصرح بها من هيئة الغذاء والدواء، وذلك عكس المكملات الغذائية التي يصرح بها، فمعظم الرياضيين يلجؤون إلى المكملات الغذائية وذلك لاحتياجهم لنسبة عالية من البروتينات والأحماض الأمينية، ويجب على مرضى الكلى والكبد عدم استخدامها لخطورتها عليهم.

المكمل ليس علاجا

عن المكملات التي يستخدمها البعض كعلاج، أوضح الشعراوي أنها مختلفة جدا عن الأدوية، أنه لا يمكن الإدعاء بأنها تعالج أو تشخص أو تقي، والعلاج لأمراض معيّنة، وذلك يعني أن المكملات الغذائية لا يمكن أن تقدّم ادعاءات تخص الأمراض، مثل خفض مستوى الكوليسترول أو تعالج أمراض القلب، حيث لا تعدّ هذه الادعاءات قانونية.

ولكن تكون لها استخدامات مساعدة أو محسنة، ومنها وجود بعض العناصر بشكلٍ منفرد، تكون بجرعة كبيرة وأعلى من الفيتامينات المتعدّدة، تسخدم لعلاج نقص العناصر مثل نقص الحديد ولتقليل خطر بعض المخاطر الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم.

الإفراط في تناول المكملات:

فيتامين K يقلّل من تأثير المميّعات مثل الوارفرين

فيتامين E يزيد من تأثير مميعات الدم مما يؤدي إلى ظهور كدمات أو نزيف في الأنف

فيتامين B3 عندما يستخدم مع ستاتين قد يزيد من تحطّم الأنسجة العضلية

مكمّلات الحديد والكالسيوم قد تقلّل من تأثير مضادات الحيوية

فيتامين C ، تناوله بجرعات أعلى من 2000 ميليجرام قد يسبّب الغثيان وإسهالا حادا

السيلينيوم والبورون الحديد قد يسبب التسمّم إن تمّ تناوله بكمية كبيرة وهي من أضرار المكملات الغذائية