يدعي بعض الأشخاص إصابتهم بالأمراض من أجل جذب الانتباه فقط ممن حولهم، ويسمى ذلك بمتلازمة مونشهاوزن، وهي اضطراب عقلي وسلوكي يجعل الشخص يتصرف كأنه مريض ويعاني من مرض جسدي نتيجة صعوبات عاطفية مر بها في حياته، تدفع الناس إلى الشكوى من الاضطرابات واختراع الأعراض، وذلك من أجل جذب الانتباه والحصول على الرعاية والحنان.

تقول لمى السيد أن والدتها منذ سنوات طويلة جدا تدعي الأمراض من أجل جذب الانتباه فقط ممن حولها، وهم زوجها وأفراد أسرتها وحتى الأقارب والأصدقاء، ويوميا وكل ما تتحدث مع شخص عن قريب أو بعيد فإنها تشكو له المرض. «لم يكن أمامنا سوى توفير الرعاية والاعتناء بها وإعطائها الاهتمام لأنها أمنا، ولا يمكن تركها دون عناية حتى لا تتأثر نفسيا بالإهمال. كلنا يعرف أنها تدعي المرض لأن هذا الأمر يحدث كل ساعة وكل يوم، أما إذا مرض أحد أفراد الأسرة فإنها تسارع إلى ادعاء نفس المرض بها، لكنها سرعان ما تمل وتغادر السرير».

اضطرابات نفسية

أوضح أخصائي علم النفس محمد الزهراني أنه يجب على الطبيب العمل مع أخصائي في اضطراب العقل أو اضطراب المزاج، ويجب أن يرتكز العلاج الطبي على الاضطرابات النفسية الكامنة مثل اضطراب المزاج واضطراب القلق والاضطراب في الشخصية. ومن الصعوبة علاج هذه المتلازمة لأن المريض يقدم مصطلحات طبية ويكتشف الطبيب أن له تاريخا طبيا طويلا في المستشفيات نتيجة تردد على الأطباء مدعيا المرض.

ويستطرد: الأشخاص الذين يعانون اضطرابا مصطنعا يتظاهرون بأعراض، أو يتسببون في الأمراض بطرق عديدة، كالمبالغة في الأعراض الموجودة حتى عند وجود مرض طبي أو نفسي حقيقي، قد يبالغون في الأعراض حتى يبدوا أكثر إنهاكا، أو أكثر ضعفا مما هو حقيقي.

النساء الأكثر إصابة

أكدت الأخصائية النفسية سوسن محمد أن النساء هن الأكثر إصابة بهذه المتلازمة بنسبة أكبر من الرجال تبلغ 1 إلى 4، ما بين سن 20 إلى 40 عاما، والسبب وراء الإصابة بهذه المتلازمة غير معروف تماما إنما قد يرجع إلى عقدة في الصغر أو إهمال الأبوين أو إهمال طبي. والتشخيص يكون صعبا لأنه الشخص يميل إلى الخداع في ادعاء المرض، لكن العلاج يجب أن يكون نفسيا وسلوكيا خاصة إذا جاءت الأم تتحدث بوضوح عن تصرفات طفلها.

متلازمة مونشهاوزن هو اضطراب عقلي وسلوكي يجعل الشخص يتصرف كأنه مريض ويعاني من مرض جسدي نتيجة صعوبات عاطفية مر بها في حياته، تدفع الناس إلى الشكوى من الاضطرابات واختراع الأعراض، وذلك من أجل جذب الانتباه والحصول على الرعاية والحنان.

سلوكيات خاصة

تتكون أعراض متلازمة مونشهاوزن من سلوكيات خاصة مثل التعرض الذاتي للأضرار الجسدية وتغيير الاختبارات التشخيصية وتقديم العلاجات المجتاحة والخطرة بدون سبب وما إلى ذلك.

التشخيص ليس سهلا على الإطلاق لأن المرضى يستطيعون التظاهر بشكل جيد. ومن أجل التعافي، يتطلب الأمر تعاونا كبيرا من جانب المريض الذي يجب أن يدرك أنه يعاني من متلازمة مونشهاوزن وأنه بحاجة إلى المساعدة.

أصل الاسم

يشير الاسم المفرد لهذا الاضطراب إلى البارون كارل فريدريك هيرونيموس فرايهر فون مونشهاوزن، وهو أرستقراطي ألماني عاش في القرن الـ18.

علامات للاضطراب المفتعل

معرفة واسعة بالمصطلحات الطبية والأمراض

البحث عن طرق العلاج من خلال زيارة العديد من الأطباء أو المستشفيات المختلفة

العزوف عن السماح للأطباء بالتحدث مع العائلة أو الأصدقاء

الإقامة المتكررة في المستشفى

الجدال مع الأطباء والموظفين