شكل مقتل جورج فلويد صورة تتجلى فيها بكل وضوح عنصرية الاضطهاد والسرطان المنتشر في المجتمع الأمريكي والأوروبي ضد المواطنين من البشرة السوداء في أمريكا وأوروبا، وخاصة الأقليات التي تعود جذورها للقارة السمراء. وبسبب انتشار هذا النهج العنصري في المجتمع فقد امتد بطريقة ممهنجة إلى سلوكيات رجال الشرطة من البشرة البيضاء، فتغذت لديهم نعرة تفوق العرق الأبيض على العرق الأسود، مستغلين سلطتهم في موقعهم الوظيفي، وهذا يدل على أنه مهما كانت القوانين الوضعية صارمة، تبقى ناقصة. ومما ساعد وغذى هذه العنصرية من قبل رجال الشرطة في أمريكا وأوروبا ومن حتى المواطنين من العرق الأبيض ضد العرق الأسود، هو عدم تشريع قوانين على مستوى سلطات الولايات الأمريكية، الدولة التي تتدخل في شؤون الدول الأخرى بذريعة حماية حقوق الإنسان، إن وجدت في ذلك ما يحقق مصالح لها، بينما كشف مقتل جورج فلويد بطريقة منافية للرحمة الإنسانية، ومن قبله الكثير، أن أمريكا وأوروبا لا يوجد عندهم حقوق للإنسان، ولا حماية، وهذا يؤكد ما قاله المهندس عبدالعزيز الشعبي - قبل فترة - بأن حقوق الإنسان في أمريكا وأوروبا هي تنظير فقط لا يوجد لها من واقع حقيقي ومصداقية ولا تطبيق بما يكفل حفظ حقوق الإنسان وكرامته، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية دون تمييز عنصري. ولن ينتهي الأمر بمحاكمة الشرطي قاتل المواطن جورج فلويد - ومن كانوا معه ولم يمنعوه - إن لم تكن هناك إصلاحات وتشريعات على المستوى السياسي والإداري والاجتماعي والاقتصادي خاصة في الولايات التي تحتضن عددا كبيرا من المواطنين الأمريكيين من جذور إفريقية، حتى تكون هناك عدالة ومساواة حقيقية يشعر بها المواطن الأمريكي من ذوي البشرة السوداء.

ما حصل لجورج فلويد يجعلنا نباهي بكل فخر في هذا الوطن بقيادتنا - حفظهم الله - المحفوظة عندهم حقوق وكرامة كل إنسان مواطن أو مقيم، مستمدا دستور هذه البلاد من القرآن الكريم، تشريع سماوي لا تشريع وضعي من قبل البشر.