على الرغم من تشابه كثير من المنازل في تصميماتها العامة، فإن عدداً كبيراً من الناس، يحرصون على تهيئة منازلهم وفق احتياجاتهم ومفهومهم عن الراحة والألفة، فهم يرون المنزل منطقة راحة يحصلون عليها في نهاية يومهم.

رأت مهندسة التصميم الداخلي لجين آل عادي لـ»الوطن» أن فكرة إعادة النظر في تصاميم منازلنا المتشابهة ضرورة، حيث يجب أن تظهر شخصية كل فرد في منزله، بما يحقق له التفرد، وتحقيق الفائدة القصوى من المنزل.

أخطاء رائجة


يرتكب كثيرون أخطاء عدة في تصميم المنازل، وتقول آل عادي: «أهم الأخطاء الرائجة في التصاميم كشفته استطلاعات شملت عددا من الأشخاص، حددوا بشكل أكثر دقة المشاكل التي واجهوها في تصاميم منازلهم، لأنهم تعايشوا معها، وطرح أحد الحلول الممكنة لحلها، ومنها عدم استغلال سطح المنزل الصغير كمتنفس للعائلة بتصميم حديقة فوقه، وهي من الحلول للمباني المستدامة، أي الصديقة للبيئة، والتي تحقق نوعية حياة أفضل للإنسان، وأيضًا عدم إعطاء المطبخ أهمية كافية من حيث استغلال بعض المساحات المهدرة في المنزل وضمها إليه، وهذا ما كان عليه البحث الجامعي الذي عملناه، حيث تبيّن أن 48% من الأفراد غير راضين عن تصاميم منازلهم، وذلك بسبب البرنامج المتبع في تخطيط المنازل والتي لا تلبي احتياجاتهم».

كما أنه من الضروري عدم إهدار كثير من مساحة المنزل للضيوف، وتوزيع احتياجات العائلة بشكل أفضل، ومن المهم أيضا تخصيص جزء ولو بسيط من المنزل يلبي احتياجات الأسرة الترفيهية كصالة رياضية أو سينما على سبيل المثال.

ومن الأخطاء الشائعة أيضًا عدم الاهتمام بالإضاءة الداخلية، حيث يجب الاستعانة بمصمم داخلي يساعد في حساب كمية الإضاءة الكافية لإنارة المكان».

الاستعانة بالمهندسين

لا تعدُّ الاستعانة بالمهندس الداخلي ترفا للأغنياء، وإنما لكل شيءٍ هناك ذوو خبرة واختصاص، وهم المرشدون الذين يسهمون في جعل البناء أكثر أمانا وتجنبا للأخطاء، مما يسهم في تجنب هدر الأموال في التصحيح بعد الانتهاء، ومن المهم اختيار المصمم الداخلي بدقة حتى لا يقع المرء عرضةً للاحتيال والنصب، وكما بيّنت آل عادي أنه لكل أسرة توجهات مختلفة عن الأخرى، والجلوس مع المهندس المختص يساعد الأسر على فهم احتياجاتها الضرورية في المنازل، وذلك للخروج بتوزيع مناسب في مخطط المنزل يلائم نظرتها الخاصة.

أهمية الألوان

للألوان تأثيراتها وانعكاساتها السلبية والإيجابية في المنزل، وبيّنت آل عادي أن الألوان دراسة خاصة، ولها تأثير على كل شيء في الحياة، وليس المنزل فقط، فلا نستطيع تخيّل الحياة دون ألوان، كما لا نستطيع تخيل شكل البحر بلون الرمل، فنرى مثلا أن أغلب المطاعم والمقاهي تستخدم اللون الأحمر والأصفر لما لهما من تأثير على رفع شهية الإنسان للطعام.

فالألوان مهمة، جدا أثناء التصميم للمنزل، ويجب التركيز أثناء اختيارها، وعلى سبيل المثال يعدُّ اللون الأزرق جالبا للراحة والاسترخاء، ولذا هو يتناسب مع غرف النوم في المنزل.