كشفت دراسة أمريكية أن نصف جيل الألفية و75 % من جيل زد قد تركوا وظائفهم لأسباب متعلقة بالصحة النفسية، وذلك وفقًا لدراسة تم إجراؤها من قِبل Mind Share Partners وSAP وQualtrics ونشرت فيHarvard Business Review.

في المقابل أظهرت أحدث النتائج المسحية للهيئة العامة للإحصاء أن رضى الشباب المشتغلين عن العمل الذي يزاولونه حاليا بشكل تام بلغت ما نسبته 54.23 %، في حين بلغت نسبتهم حسب الجنس 90.23% من الذكور مقابل 85.21 % من الإناث، وبنسبة 94,63 % راض إلى حد ما، كما بلغت نسبتهم حسب الجنس 13.63 % من الذكور مقابل 85.67 % من الأناث، أما نسبة الشباب المشتغلين غير راضين عن عملهم الحالي فقد بلغت 52.12 % من إجمالي الشباب المشتغلين في حين بلغت نسبتهم حسب الجنس 98.12 % من الذكور مقابل 30.10 % من الإناث.

عدم الرضا

أوضح رئيس الخدمة الاجتماعية الطبية بمستشفى الصحة النفسية والمستشار الأسري بجمعية إرشاد؛ علي ظافر أن 98 % من الذكور الشباب غير راضين عن عملهم الحالي بسبب التوجه بالعمل إلى القطاع الخاص وضعف الرواتب والتأخر في العلاوات والترقيات، والقيود بوظائف مؤقتة لا تتناسب مع التخصص وغير ملائمة مع القناعات والميول.

وأضاف أن من الأسباب التعيينات في مناطق بعيدة عن الأسرة وبيئة العمل والعلاقات مع الآخرين غير المشجعة والتي يكثر فيها عدم التقدير والمساواة والتحفيز والتشجيع وعدم الاستقرار النفسي في الوظيفة نتيجة للإداء الوظيفي في القطاع الخاص، بالرغم من تحمل الدولة للكثير من البرامج في دعم المنشآت الصغيرة، وكذلك دعم القطاع الخاص من أجل استقرار الموظف السعودي.

عوامل إضافية

تعتبر النسبة النهائية للدراسة أعلى بكثير من النسبة الإجمالية للمشاركين الذين تركوا وظائفهم لأسباب متعلقة بالصحة النفسية، وهذا يشير إلى «التحول الجيلي في الوعي»، كما كتب الباحثون في التقرير.

ويعتبر هذا التحول ليس بالمثير للدهشة، نظرًا إلى أن جيل الألفية قد أصبح معروفًا بـ»جيل العلاج»، حيث «إنهم واعون بصحتهم النفسية ويساعدون في إزالة الغموض عن العلاج، كما كتبت بيجي دريكسلر في مقالة لصحيفة وول ستريت جورنال».

وقالت إن جيل الألفية يرون أن العلاج نوع من تطوير الذات، كما أنهم كذلك يعانون كم الرغبة في أن يكونوا مثاليين، مما يدفعهم للحصول على المساعدة عندما يشعرون بأنهم لم يحققوا توقعاتهم، ولكن ميلهم نحو العلاج كذلك يوضح بعض من أكبر المشاكل التي تصيب الجيل. ويعتبر الاكتئاب في إزدياد بين جيل الألفية - كانت هنالك زيادة قدرها 47 % في تشخيص الاكتئاب الرئيسي منذ 2013، وذلك وفقًا لتقريرBlue Cross Blue Shield، ودراسة تابعة اكتشفت أن جيل الألفية أقل صحةً مقارنةً بجيل إكس عندما كانوا في أعمارهم، وأكثر ترجيحًا على أن يكون صحيين أقل مع تقدمهم في السن. ويعد الاحتراق النفسي كذلك مشكلة، فقد بدأت كذلك تزيد الحالات خلال السنوات الأخيرة، كما ذكرت Business Insider، وقامت منظمة الصحة العالمية بدروها مؤخرًا بتصنيف الاحتراق النفسي على أنه متلازمة.

الاحتراق النفسي

أبانت الاستشارية النفسية والاجتماعية بجامعة دار الحكمة الدكتورة فوزية أشماخ أن عدم الرضا عن العمل عند الشباب يمكن أن يكون نتيجة عوامل نفسية، والتي ترتبط بعوامل الشعور بالإرهاق خاصة في بداية الحياة العملية والرغبة الشديدة في إثبات الذات وما يرافق ذلك من تحديات وضغوط نفسية مرتبطة بظروف العمل. وأشارت إلى أن الإرهاق المتعلق بالعمل قد يسببه الشعور بفقدان السيطرة على العمل، وانعدام الاعتراف أو المكافآت للعمل الجيد، والتوقعات الوظيفية غير الواضحة أو المبالغة في مطالب العمل، والرتابة والروتين الوظيفي، إضافةً إلى العمل في بيئة فوضوية أو تعاني من ضغط عال.

جيل الألفية: هو مصطلح مستخدم لوصف الفئات السكانية التي تتكون من الأشخاص الذين ولدوا في الحقبة بين منتصف الثمانينيات كأقصى حد إلى منتصف التسعينيات.

جيل Z: هو الجيل الذي يلي جيل الألفية. لا توجد تواريخ محددة لبدء وانتهاء هذا الجيل، الباحثون وعلماء الديموغرافيا يستعلمون مواليد منتصف عقد التسعينيات إلى منتصف عقد الألفين كنقطة بدء الجيل، ومواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد الألفين وعشرين كنقطة انتهاء له.

الاحتراق النفسي المهني: مرض يتسم بمجموعة من العلامات والأعراض والمتغيرات في السلوكيات المهنية، وفي بعض الحالات، يتم رصد متغيرات في التكوين الجسدي والوظيفي والكيمياء الحيوية الجسمانية لدى بعض المصابين بهذا المرض.

عواقب الإرهاق الوظيفي:

- فرط الضغط النفسي

- الإرهاق

- الأَرَق

- الحزن أو الغضب أو التهيُّج

- إساءة استعمال الكحول أو المواد المخدِّرة الأخرى

- مرض القلب

- ارتفاع ضغط الدم

- داء السكري من النوع الثاني

- سهولة الإصابة بالأمراض