وعزف السلام الملكي فور وصول الأمير فيصل بن مشعل، وألقت أمينة مجلس فتيات المنطقة منال المهنا كلمة قدمت من خلالها الشكر والتقدير لأمير منطقة القصيم على دعمه لإقامة الملتقى، مشيرة إلى أن الملتقى يقوم على ثلاثة محاور في التنمر والعنف والطلاق، ويهدف إلى إبراز القيم الإيجابية للأسرة ودورها في حماية فكر النشء، وتعزيز دور الأسرة في غرس الفكر الواعي والسلوك السوي لحماية المجتمع من الأفكار المنحرفة، مقدمة شكرها لسمو الأميرة عبير بنت سلمان المنديل على ما تبذله من تشجيع ومتابعة دائمة للمجلس.
عقب ذلك انطلقت المداخلات للملتقى والتي أكد من خلالها الدكتور ميسرة طاهر المتخصص في علم النفس والأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز على أهمية تعزيز شعور الفرد وعلاج التسلط في التنمر سواء على الفرد أو المجموعة، مبيناً على أهمية عدم إعطاء المتنمرين فرصة لما يمتلكه الوطن من قانون رادع لمثل هذه الممارسات، مشيراً إلى أن من يستخدم العنف مع الآخرين هو إنسان عاجز عقلياً لعدم قدرته على إقناع الآخرين بالأسلوب.
وبين الدكتور فهد المنصور استشاري الطب النفسي على أن من يمارسون التنمر دائماً ما يأتون بأسماء مستعارة، وهو يأتي وفق ما يصاب به الإنسان من قلق واكتئاب، ومن المهم معالجة هذه الظواهر للتخفيف من ممارسة التنمر والعنف بين أفراد المجتمع، مبيناً أن المتنمر ومن يمارس العنف والتنمر على الآخرين من صفاته فقدان الرحمة، وستبقى هذه الصفات أزمة نفسية يصاب بها الإنسان من خلال رغبته بفرض قوته على الآخرين، ويفتقد جانب الثقة بالنفس. وأشار الطبيب النفسي المتخصص في علم النفس الإكلينيكي أسامة الجامع على أن من يمارس العنف والتنمر لديه مشكلة مع الآخرين، وعلاقته معهم نجدها دائماً منخفضة، مبيناً أن الاضطرابات النفسية يجب أن ننبه على أنها اضطرابات اندفاعية ومزاجية وكل هذه الاضطرابات المسببة للعنف لدى الإنسان، ويجب أن تستهدف معالجة هذه الظواهر عن طريق معالجة السلوكيات لدى الأفراد وما يمتلكونه من أسباب حياتية وأمراض نفسية.
وأكد أمير منطقة القصيم عن سعادته بمثل هذه الملتقيات المباركة والتي تساهم في معالجة العديد من الظواهر، مشيراً إلى أن الدولة بقيادة خادم الحرمين، وولي عهده الأمين، وضعت العديد من الجوانب العلاجية والقانونية والتي ساهمت بالعديد من النجاحات في علاج مثل هذه الظواهر، مثمناً لكافة ضيوف الملتقى ما تم طرحه من مداخلات، مقدماً شكره لأمين مجلس فتيات القصيم منال المهنا، ولكافة أعضاء المجلس، مفتخراً بما يقدمه المجلس والذي يعتبر الوحيد على مستوى الوطن من أعمال مباركة لكل ما فيه الخير لشقائق الرجال.
وقال: إن اتباعنا لتعاليم ديننا الحنيف هو علاج كاف لمثل هذه الظواهر، وإن القدوة الحسنة في الأسرة لها دور كبير في معالجة كافة السلبيات، ومن المهم أن يتحلى أولياء الأمور وكافة أفراد الأسرة بالقيم والمبادئ التي تساهم في الانعكاس على أبنائهم بالإيجابية، وكل أسرة عليها أن تكون قدوة لأبنائها وعلى كل فرد أن يرضى لغيره ما يرضاه على نفسه. وأشار إلى أهمية الصدق في القول والعمل، مبيناً أن البيئة المنزلية مهمة لتعزيز مثل هذه الجوانب ومعالجة هذه الظواهر، بالإضافة إلى الدور الكبير لقطاع التعليم والشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية المتخصصة، مثل جمعية أسرة من خلال ما تقدمه من أعمال ودورات مهنية مهمة في مثل هذه الجوانب، مؤكداً على أهمية وضع نماذج من أفراد المجتمع لمن تأثروا من العنف والتنمر ومشاركتهم في مثل هذه الملتقيات، لطرح تجاربهم وكيفية تخلصهم من هذه الظواهر التي تعرضوا لها. وفي ختام الملتقى كرم أمير منطقة القصيم الداعمين للملتقى وفريق العمل.