ضيق العَطَن: كناية عن ضيق الصدر، أو كناية عن البخل، ويطلقها أهل العلم في سياق الكناية عن ضعف الفهم، وقلّة العلم، وأصل العطن: مبرَك الإبل، وفيها الضيّق والواسع.

واليوم مع كل هذا الانفجار المعلوماتي إلا أن هذا الضيق منتشر، وما زادته التقنية وسعة الشبكة العالمية إلا عطناً يجعله لا يكتفي بزعم الحقيقة المطلقة، وإنّما التحكم بها ومصادرة الآخر.

ومن المعروف أن كل من زاد علمه -الحقيقي لا التلقيني- يزداد علمه بجهله، ويدرك قوله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، فترى «واسع» العطن مقدراً للرأي الآخر وربما يتبناه.

ولذا يعجبني العاقل الرزين بسمته وطول صمته، فتراه يرى ويسمع ويقرأ ولا يتحدث إلا قليلاً، ثم إذا تكلم ترى السكينة في محياه، والهدى في لسانه، والاحترام للآخرين.

وهذا العطن بضيقه وسعته تراه في كل الشؤون الدينية والدنيوية، ولاسيما في تجليات الأفكار ومسالك المخاطبات، ولكن كما يقال إن «الركب كثير والحاج قليل» والعطن ضاق.

في حين أنه من المفترض مع هذا البث الفضائي للقنوات المزدحمة والمتنوعة، فضلاً عن عالم النت، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي؛ أن يتسع العطن لا أن يضيق.

وهذه مسؤولية الجميع، ولا يجوز أن تُرمى على الحكومات، وهي بدورها تعيدها إلى الأفراد، بل ليقم الرسمي بدوره التوعوي والقانوني، كما يقوم الفرد بتوعية نفسه وتطوير فكره وسلوكه.

فالعطن بريء من الضائقين.