بعيداً عن مخرجات فصول المهاترات والجدليات التلفزيونية التي لم تعد تسمن أو تغني من جوع، سوى أنها أتخمت وحشرت بين برامج الإعلام العربي من خلال الفهم الأجوف والخاطئ لمفهوم معنى حرية الإعلام، لدغدغة مشاعر البسطاء واللعب بعواطفهم الهشة، أو لغسيل عقول سفهاء الأحلام السذج محدودي التفكير أو لذر الرماد في العيون هروباً من مواجهة الواقع.
بعيداً عن ذلك فإنه لا يكاد يمضي يوم من أيام السنة دون أن تسعى واحدة أو أكثر من القنوات الفضائية المعروفة بإسقاطاتها السياسية وبُعدها عن الإنصاف والحيادية في الطرح، إلى إقحام اسم المملكة في أمور ليس للمملكة فيها عقال ناقة ولا مربط جمل، إنه لأمر مؤسف.. ما زال هناك من يخترع الأخطاء والزلات بغرض الإساءة إلى دولة بحجم المملكة، لها ثقلها ووزنها على المستويين الإسلامي والعالمي، وتناست تلك القنوات في خضم ذلك الزخم الكبير من الطوام السياسية والاقتصادية والكوارث غير الأخلاقية أنها لم تجد ما تستر به ما ظهر من سوءاتها.

يخطئ من يظن أن تلك القنوات التلفزيونية تقوم على مهنية إعلامية مبنية على أسس علمية رصينة وقيم أخلاقية عالية تسير عليها، ويخطئ من يصر على اعتقاد أن التعرض للسعودية وشؤونها الداخلية هو أمر عارض يجري على السعودية كما يجري على سواها من الدول الأخرى، فاختلاق الأحداث الكاذبة العارية تماماً من الصحة ونسبتها إلى المملكة هو أحد الأساليب الرخيصة التي تسلكها هذه القنوات خوفاً من الواقع المر الذي ينتظرها، وخير دليل على عدم مصداقيتها، وليس من قبيل الصدفة أن تقوم هذه القنوات بذج المواطن السعودي صراحة أو تلميحاً في كل شاردة وواردة إما بالهمز أو باللمز.

وليس من قبيل الصدفة أن تسعى هذه القنوات بكل أدواتها الإعلامية إلى تضخيم وتهويل تصرفات أو أخطاء أفراد بعينهم مع كل صغيرة وكبيرة وبصورة مبالغ فيها، وما نلحظه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من إيماءات وتعريضات في محاولة للانتقاص من مكانتهم وتسليط الأضواء عليهم وتوصيفهم بأوصاف خارجة عن سياق الأدب بحثاً عن الشعبية التي ضلت مسارها ليست ببعيدة عن مثيلتها، على أن كثيرا منها لا تشكل أي أهمية تذكر، أهو جزاء الشجرة المثمرة التي أغدقت من خيراتها للجميع.