أعادت كارثة بيروت الأخيرة، تسليط الضوء على أعمال روائية عربية، نهضت سرديا من وعلى المدينة العريقة، التي استلهمت الذهنية العربية اسمها وواقعها وتاريخها وأجواءها القصائد والموسيقى والأغنيات، وما زالت تلهم الكتاب والمبدعين، بكل ما فيها من وجع ورعب وخوف مستمر، يشتبك بمفارقات وجودية مع ما تهديه من جماليات.

من أهم الأعمال المستوحاة من مدينة بيروت، تبرز رواية المصري صنع الله إبراهيم «بيروت.. بيروت»، التي سعت لتوثيق قصة الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، وانتهت أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، كفعاليات قتالية، لكن تداعياتها، ما زال لبنان يدفع ثمنها لليوم على مدى أكثر من أربعين عاما.

أجندات

يتخلى صنع الله في كتابته «بيروت بيروت»، عن الإمعان في التشكيل البلاغي العربي السائد، وطبقا لرأى الكاتب علاء الديب فإن «الأمر الذى يكسب صنع الله إبراهيم مكانا خاصا فى الكتابة العربية المعاصرة، هو إصراره على تحدي الشكل التقليدي للعلاقة بين الكاتب وقارئه. ليس تحديه قاصرًا على الشكل الفني فقط، ولكنه يتحدى الذوق الراكد والبلاغة اللفظية، والرومانتيكية المزركشة والكلمات الممضوغة... بحثًا عن درجة أعلى من الصدق أو صفعة أشد للامبالاة الروحية والعقلية المنتشرة كالوباء...». وتتيح سردية صنع الله بسلاسة للقارئ الذي لم يعاصر تلك الحقبة، الوقوف على بدايات وتعقيدات الحرب الأهلية اللبنانية، والاقتراب بوعي من تشابكات خريطة التحالفات في الواقع اللبناني التي رسمت قصة الحرب اللبنانية، المستمرة حتى اليوم - بحسب عديد المراقبين - بواسطة مجندين وأحزاب تشكلت لتنفيذ أجندات عبثية، مؤدلجة تستقوي بالخارج.

الصراع

الرواية التي تدور أحداثها في بيروت، اتبع فيها صنع الله تقنية التعليق على فيلم تسجيلي يتناول أحداث الحرب الأهلية ويشتمل التعليق أبرز العناوين والمقالات والشهادات، وجاءت الرواية امتدادا لخط صنع الله الفني الذي بدأه مع روايته «نجمة أغسطس»، في استعانته بأرشيف الصحف، وتوظيفه في البنية السردية للعمل. في « بيروت بيروت» يلجأ لعناوين ومانشيتات صحف عربية وأجنبية، كانت تغطي يوميات الحرب، ولهذه العناوين، دلالاتها، ورمزيتها المعبرة عن وقائع الحرب اللبنانية، في اشتباك كتابي يقدم كل أطراف الصراع «مسيحيي لبنان، الكتائب، مصر في عهد السادات، المقاومة والفصائل الفلسطينية، أوجاع الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني 1982، جيش حافظ الأسد الذي دخل لبنان ليقتل الفلسطنيين، اغتصاب النساء في مخيم تل الزعتر، تناحر الموارنة والمسلمين، وصدام المسلمين أنفسهم السنة والشيعة، وفي كل ذلك يغوص الكاتب في أعماق المجتمع أثناء الحرب الأهلية راويا ومضات عن بوادر وإرهاصات الصراع في التاريخ اللبناني».

صنع الله إبراهيم

ولد بالقاهرة 1937

كاتب، وصحفي، وروائي مصري

من أشهر رواياته:

نجمة أغسطس

1973

اللجنة

1981

شرف

1997

وردة

2000

ذات - (تم تحويلها لمسلسل تلفزيوني عرض رمضان 2013 اسمه - بنت اسمها ذات)

1992

يوميات الواحات «سيرة ذاتية»

أعمال روائية عن بيروت:

01 «بيروت 75» غادة السمان

02 «بريد بيروت» حنان الشيخ

03 «بيروت مدينة العالم» ربيع جابر

04 «بيروت لا تغفر» كارول زيادة العجمي

05 «بيروت 2002» رينيه الحايك

06 «طبع في بيروت» جبور النويهي

07 «طواحين بيروت» توفيق يوسف عواد

جوائز

جائزة ابن رشد للفكر الحر (2004)

جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي 2003 «رفض تسلمها»