عيادات تطمن التي أطلقتها وزارة الصحة مؤخرا بالتزامن مع أزمة كورونا، من المشاريع النموذجية، وتعتبر استفادة حقيقية من مراكز الرعاية الأولية التي كانت في حالة سبات دائم. وتفعيلها بهذا المشروع نقلة نوعية لعملها.

لست الوحيد الذي تطرق لعمل مراكز الرعاية الأولية والملاحظات التي لم تؤخذ بشكل جدي، قبل عدة أسابيع استعرضت اللجنة الصحية بمجلس الشورى برئاسة الدكتور عبدالله العتيبي التقرير السنوي لوزارة الصحة، وركزت في ملاحظاتها على ضرورة توفر تخصصات العلوم الطبية التطبيقية في مراكز الرعاية الأولية.

وأعرف جيدًا أن بعض رؤساء التجمعات الصحية لا يعرفون ما هي تخصصات العلوم الطبية التطبيقية، بل يخلطون بينها وبين التمريض! لذا أدعوهم لبدء البحث عن كليات العلوم الطبية التطبيقية وتخصصاتها التي تجاوز عددها 25 كلية وأكثر من 12 برنامجا.

قصة حالة نعيشها مع وزارة الصحة، وهي وجود أربعة تطبيقات، لكل تطبيق مهمة ! السؤال البديهي لماذا لا توضع في تطبيق واحد؟

تطبيق صحتي بعد بعض التعديلات قد يكون هو الآن أكثرهم شمولية. وتطبيق موعد هو الوحيد المرتبط بالنفاذ الوطني، وتطمن من أجل كورونا، وتطبيق صحة من أجل الاستشارات الطبية. كل هذه الأزمة التي نعيشها مع التنقية تتفاقم بشكل أكبر مع تطبيقات الصحة.

أعلم جيدا بسيطرة الشركات التقنية على الأكواد والبرمجيات لكل تطبيق، وهو مأزق تقني تعيشه معظم الوزارات لدينا، ولكن ذلك لا يعفي أي مسؤول من تورطه في المأزق التقني، لأننا نملك نموذجاً ناجحاً «تطبيق أبشر» وهو من النماذج العالمية. لذا بمجرد التفكير بأي فكرة تقنية يجب أن نبدأ من حيث انتهى أبشر.

وأخيرا بات من الضروري التركيز على الاستثمار التقني في الصحة، لأن معظم تجاربنا الصحية في العناية الحرجة والفحوصات المخبرية حتى المتابعة تحتاج إلى اهتمام أكبر، وحولنا تجارب ناجحة على مستوى القطاع الخاص لنستفيد منها. نعم جهود استثنائية ولكن مقابل الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد نطمح بالمزيد. ومن محاسن ومكاسب هذه الأزمة أننا نمتلك كوادر طبية أظهرت وأبرزت براعتها خلال هذه الجائحة، ونحمد الله على أن الأعداد في تناقص، ولكن هذا لا يعني بأن وضعنا الصحي أفضل، نحتاج إلى الوعي الاجتماعي الآن.