الإمارات الشجاعة، مارست كامل حقها السيادي، وربحت وصنعت مشكورة سلاما تاريخيا مدويا، أعلنه بكل حكمة، وبمنتهى بعد النظر، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، قائلا: «اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك، وصولا إلى علاقات ثنائية»، وأكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بقوله: «انفراج كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية، وإنجاز دبلوماسي مهم، ويفتح آفاقا جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة»، ومن يفهم (ألف باء) الشرع يفهم أن فقه «السياسة الشرعية»، والذي يسمى «السياسة العادلة» يخول ولي الأمر رعاية مصالح الناس، ومقاصد الشرع، وتقديم المصالح، والموازنة بينها وبين المفاسد، وأنه قرار وإجراء سياسي، جاء لتحقيق غايات نبيلة، دعا إليها دين السماحة والتعايش، وسيسهل استيعاب ذلك على من عرف أن إهمال السياسة النافعة معناه الاستمرار في المزيد من المخاطر المهددة للسلم الاجتماعي العام..
السلام الشامل، والعلاقات المباشرة، باب لتوطيد العلاقات بين الناس، وباب للنهوض بالمنطقة ككل، وباب لتعزيز الاستقرار العام، وباب قبل هذا وبعده لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، حتى، وإن كانت (مدينة القدس) تحت الاحتلال، بدلا من تركها تواجه مصيرها المخطط لها، ويكفي في تأصيل هذا زيارته صلى الله عليه وسلم للمسجد الحرام بعد صلح الحديبية وهو تحت حكم المشركين، والأصنام تنتشر بالعشرات داخل الكعبة المشرفة وحولها، دون أن يمنع ذلك من زيارته صلى الله عليه وسلم لمكة بموافقة كفار قريش، وهو الذي أفتى به فضيلة الشيخ عبدالله التركي، عضو هيئة كبار العلماء، قبل سنوات..
مهما اختلف الناس في الحاصل، إلا أن المجمع عليه، بين الذين منحهم الله البصيرة، هو أن التفاوض بخصوص القضية الفلسطينية قد طال، والمقترحات التي تطرح على طاولة المفاوضات ترفض من هنا وهناك، وما كان معروضا يوما ما، يتم سحبه كلما كان السحب مجديا، والكل يشتكي، ولا أذن تسمع، رغم أن العيون تشاهد، وما على الغيورين إلا اغتنام فرص السلام، وعدم تفويتها أكثر من اللازم.