وقدمت قيادة هذا الوطن الدعم غير المحدود، وكانت أول من أعلن من الدول الوقوف وإرسال المساعدات الفورية مباشرة للبنان عند وقوع تفجير مرفأ بيروت، وما هذا إلا من باب الأخوة والدين والإسلام، وليس مثل دول إقليمية لم تقدم للبنان شيئا يذكر إلا بقدر ما لها من مصالح ضيقة وأهداف سياسية مريبة، تستهدف أرض لبنان والإنسان اللبناني حتى في لقمة من رغيف الخبز والمصالح الدولية والتجاذب الدولي، ولكل دولة مصلحة في هذا، وبعض الدول الكبرى أوضحت واشترطت شروطا ليست من الأخلاق. تعامل الدول مع الدول خاصة في كارثة مثل هذه كان لها آثار مدمرة من الناحية الإنسانية والاقتصادية والعدد الهائل المفزع والمفجع من الأموات والمفقودين والمصابين، ودمار المساكن والأملاك الخاصة والعامة والمشردون من الناس الذين دمرت منازلهم، فقامت تشترط مستغلة حاجة لبنان والإنسان اللبناني للمساعدات، فقاموا يملون شروطهم قبل أن تصل مساعداتهم، هذا إن كانوا أصلا صادقين في هذا وليس مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي فقط، ومن باب المناورة الدبلوماسية، وهذا هو الانحطاط السياسي في هذا الظرف الذي ما زالت جراحه مفتوحة وفي قلب كل إنسان لبناني، وقلب كل إنسان لديه ضمير حي، ولكن من السبب في هذا كله ومن المسؤول عن هذا، إنهم الساسة اللبنانيون وأذرع الدول التي تسعى من أجل أن يكون حزب الله دولة داخل الدولة اللبنانية، التي هي جزء من المشكلة والفساد الذي قاد لبنان إلى هاوية الإفلاس الاقتصادي والمعيشي، حتى كان تفجير مرفأ بيروت، فكان القشة التي قصمت ظهر البعير.