هذا المقال فقط عن المرحلة الابتدائية والتي قطعاً يشاركني الآباء والباحثون أهمية أن تفرق وزارة التعليم بينها وبين أي مرحلة أخرى، وهي تحسب المخاطر من الانتقال للتعليم عن بعد (التعليم الإلكتروني)، وما اضطررنا إليه بسبب كورونا، ولم نملك تجارب سابقة فيه.

في الحقيقة أن تعليم الأطفال عملية ديناميكية تتأثر بكل العوامل الفردية والهيكلية والظروف التي تحيط بالطفل، وسواء لاحظت أو لم تلاحظ فالطفل يتعلم باللعب، لذا ظهر ما يسمى بـplay-based learning وهو ربما في نظر البعض حديث، لكن معلمو المرحلة الابتدائية المحترفون والجيدون يعرفون أنه يحدث طوال الحصة الدراسية، حيث يشارك المعلم والطلاب في كثير من التفاعل كالقفز واستخدام الرسم واللوحات والأصوات، وكل هذا صعب توفيره لهم في بيئة التعليم الإلكتروني.

أضف إلى ذلك أنهم في مرحلة تحتاج لإشراف مباشر من شخص محترف في مسائل مثل الكتابة والقراءة، قد لا يجيدها الوالدان سواء أكان تعليمهما متوسطا أو عاليا، لذا اعترف كثير من الدول بحجم الفاقد التعليمي من إبعاد هؤلاء الصغار عن المدرسة، وذكرت أنه من الصعب تعويضه، وأعادت فتح المدارس الابتدائية مثل بريطانيا.

في الحقيقة، أتمنى أن تكون هذه الأسابيع السبعة التي ستبدأ الأسبوع القادم مجرد فترة ستستغلها الوزارة لإعادة الطلاب للفصول مرة أخرى، وبالإمكان تطبيق الإجراءات التي طبقتها دول أخرى، مثل تقسيم المدرسة الواحدة لفترات دوام مختلفة وقصيرة نسبياً، برأيي من الممكن أن تكون أربع، بثلاث ساعات لكل مجموعة توزع على مناهج الرياضيات والقراءة والعلوم والدين، تبدأ من الساعة السابعة صباحا وتنتهي في السابعة مساء.

كذلك تطبق بروتوكلات وزارة الصحة في التباعد داخل الفصل، وما يختص بالنظافة وإجراءات غسل اليدين ولبس الماسك وغيرها من الإجراءات.

أما كون الأطفال إصابتهم بكورونا نادرة بالمقارنة مع الكبار فقد يكونون ناقلين للعدوى، فليكن ذلك مسؤولية الوالدين بالحرص والملاحظة وتجنب القبلات والاحتضان والمواجهة من الأمام.

وبعد، بإمكان الوزارة جعل مسألة نوع الدراسة في الفصل أو البيت خيارا للوالدين يقررانه بعد مراجعة قدرتهما على تعليمه بالمنزل، وبذلك تكون أنصفت هؤلاء الصغار وحقهم بتعليم جيد.