تسببت جائحة كورونا لأن تلجأ وزارة التعليم إلى التقنية وتعتمد عليها اعتمادا أساسيا في عملية التعليم ولكن من المشاكل المستمرة منذ عقود استمرار ثقافة الاستعانة بالمعلم أو المعلمة الخصوصية وأنهما الخيار الوحيد الذي يمكنهما من تقوية بعض الجوانب الفكرية لدى بعض الطلاب والطالبات.

وقال مختصون لـ»الوطن» إنه في الوقت الذي نحاول فيه الدفع بعجلة التعليم إلى الأمام، إلا أن الاستعانة بالمدرس الخصوصي تعود بنا إلى الوراء خصوصا أنها قضية تحمل الكثير من السلبيات والهدر المالي على الأسر.

150 ريالا للساعة لمرحلة التأسيس

بدأت بعض الأسر في الاستعانة بالمدرس الخصوصي وذلك من أجل تدريس أبنائهم خلال فترة التعليم عن بعد. وأكد المدرس محمد عبدالفتاح لـ»الوطن»، أن الطلب أصبح متزايدا خلال هذه الفترة على الدروس الخصوصية وتحديدا مرحلة التأسيس وهي التي تتطلب تعامل مباشر لمدة لا تقل عن 6 أشهر مع الطفل يكتسب من خلالها العديد من المهارات والتي يأتي في مقدمتها إتقان الطفل للقلم والتعامل معه بشكل صحيح، وهذا الأمر يتطلب متابعة دقيقة ومستمرة ينطلق من خلالها الطفل في عالم الكتابة طوال مراحل دراسته، مشيرا إلى أن نظام التدريس الخصوصي لهذه المرحلة يكون لمدة خمسة أيام في الأسبوع لمدة ساعة يوميا بمبلغ مالي لا يزيد على 120 ريالا للساعة ولكن خلال هذه الفترة ارتفع المبلغ إلى 150 ريالا تقريبا، وهذا السعر يتم الاتفاق عليه ما بين الطرفين وعلى حسب خبرة المدرس وتجاربه السابقة في تطوير وتأسيس الطلاب لهذه المرحلة التي يجب التعامل معها بدقة عالية.

مشكلة التلقين مستمرة

أوضح المستشار التربوي والأسري أحمد النجار لـ»الوطن» أن تجربة التعليم عن بعد تجربة جديدة على جميع الأطراف المشاركين فيها وهم (الطالب- الجهاز والكادر التعليمي- الأهل)، ولهذا نجد أن ثقة الأهل بقدرات ابنهم أو ابنتهم في أنهم سيستفيدون من التعليم عن بعد شبه معدومة، ويعتقدون أن أبناءهم غير مؤهلين، وذلك لأن الطلاب اعتادوا على نمط معين من التعليم وهو التلقين حتى وإن توفرت له جميع الوسائل للقيام بالعملية التعليمية بشكل جيد من (إنترنت ومشاهدة قناة عين) وتوفير الجو المناسب.

وتابع: كما لا نغفل عن جانب مهم وهو صعوبة الحصول على عملية التعليم عن بعد بشكل أو بآخر لوجود عدد من الأسر لا يصلهم الإنترنت أو يصلهم بشكل متقطع، فهؤلاء يرون تعويضهم عن هذا النقص بالاستعانة بالمدرسين الخصوصيين.

سلبيات

عن سلبيات الاستعانة بالمدرسيين الخصوصيين، قال النجار إن هناك مشكلة رئيسية وتتمثل في مدى معرفة مدى كفاءة المعلم أو المعلمة الخصوصية وهل هو أو هي مخولان للتعليم، ثانيا: قرار التعليم عن بعد كان أساسه هو الحفاظ على صحة الأبناء فكيف يتحقق ذلك والأهل قاموا بجلب مدرس يذهب لأكثر من منزل في اليوم، ومن يدري هل هو ملترم بالإجراءات الاحترازية أم لا، كما أنه قد يكون مصابا دون أعراض وغيره، كما يؤكد النجار أن هذه المسألة تحديدا (وهي احتياج الطلاب لشرح بعض الدروس) إذ لم تغفل وزارة التعليم عنها وخصصت يوما للحضور.

وأضاف أن هؤلاء المدرسين استغلوا هذا الأمر ورفعوا أسعارهم إلى مبالغ خيالية، كما أننا نريد أن ندفع بالعجلة التعليمية للأمام فكيف يتم ذلك وأنت تستعين بمدرس خصوصي بدلا من أن تمنح الثقة لابنك الطالب وتعزز من تحمله للمسؤولية وأنك واثق من قدراته التعليمية وإمكانياته في استخدام التكنولوجيا ونحو ذلك.

مخاوف مبررة

يقول النجار، إن خوف أولياء الأمور مبرر بالذات من لديهم أبناء في المراحل الثانوية والتي تعتبر فاصلة في حياتهم العلمية وعدم ثقتهم بمسألة التعليم عن بعد كونه أمرا جديدا، ولهذا ينبغي على الوزارة بث الاطمئنان بشكل متكرر للطالب وأسرته مما يعزز من معنوياتهم ليجتاز الجميع هذه التجربة بنجاح.

إجراء احترازي

أكد استشاري الطب الباطني والأمراض المعدية الدكتور محمد شيخ لـ»الوطن» أهمية أخذ الاحترازات الوقائية أثناء التعامل مع المدرسين الخصوصيين وذلك بتعقيم اليدين ولبس الكمامة من قبل المدرس والطالب داخل المنزل مع ترك مسافة آمنة والأفضل أن يكون التدريس على سبورة بحيث يجلس الطالب مسافة بعيدة عن المدرس مع الحرص التام على عدم تبادل استخدام الأدوات وأن تكون مستقلة لكل فرد وأن تكون عملية التعقيم بشكل مستمر من جميع الأطراف.

سلبيات المدرسين الخصوصيين حاليا

عدم ضمان تأهيل المعلم أو المعلمة للتدريس بالشكل المطلوب

تكبيد الأسر مبالغ طائلة خصوصا في ظل رفع الأسعار حاليا

إمكانية الإصابة بفيروس كورونا في ظل تردد المدرس على أكثر من منزل

العودة بالعملية التعليمية للوراء خصوصا في ظل التعليم الإلكتروني

الاتكالية من قبل الطالب على المدرس لحل واجباته ومهامه اليومية