التعليم عن بعد له أبعاده وتداعياته المختلفة على أصحاب العلاقة دون استثناء، ابتداء من الوزارة ووصولا للطالب الذي هو المحور الأول والمستهدف في العملية التعليمية برمتها.

ولأن التعليم عن بعد يعد تجربة حديثة على الأقل لمراحل التعليم العام وهيئاته الإدارية والتعليمية امتداداً إلى البيت والأسرة، إلا أنه يعد تجربة جيدة يخوض غمارها التعليم ورجاله بضراوة واستنفار تام، وتشاركهم في ذلك المنازل بشكل مباشر ومحوري.

ولأن لكل شيء جديد أو مستجد محاسنه ومساوئه وثغراته وكمالاته فإن التعليم عن بعد قد غشي العالم وفرض عليهم، ولم يكن بمحض إرادتهم بل «كورونا الجديد» بعد إرادة الله هو من فرض ذلك وأرغم العالم عليه، ولأننا جزء من منظومة هذا العالم فإنه يتعين علينا السير قدماً في مقدمة العالم مواكبين كل جديد دون تأخير أو إبطاء.

وحتى لا نتشعب كثيراً ونبعد عن محور حديثنا فإنني أود طرح ما طلبه مني كثيرون من الإداريين في مدارس التعليم بخصوص تأثرهم وأبنائهم من تبعات دوامهم الإلزامي في المدارس، تزامناً مع بدء أبنائهم في المنازل بالتعليم عن بعد وكيف يمكنهم التوفيق بين ذلك.

في الحقيقة أظن أنهم بالفعل يحتاجون إعادة نظر لهذا القرار الذي يحدث ازدواجية بين الإداريين والإداريات وبين أبنائهم في المنازل، لأنهم يتواجدون في المدارس في الوقت الذي تبدأ فيه الدراسة عن بعد بالمنازل، وفي هذه الحالة من سيقوم بمتابعة أبنائهم دراسياً لا سيما الصغار منهم.

وجود الآباء والأمهات في المدارس في هذا الوقت في المدارس لا طائل منه حسب تعبيرهم، فالتعليم عن بعد هو عن طريق المعلمين وطلابهم بمتابعة أولياء الأمور وإشراف قادة المدارس والمشرفين، أما الإداريون فلا أظن أن لهم دورا مباشرا في ذلك.

وفي لفتة أخرى في نفس السياق، هناك أولياء الأمور من الآباء والأمهات ممن لا ينتسبون للتعليم لكن أعمالهم في المساء، أو قد لا يعودون للمنازل إلا بعد انقضاء وقت الدراسة عن بعد بسبب أعمالهم، فمن سيتابع أبناءهم في البيت مع بدء كل يوم دراسي عن بعد.

هذه الملاحظات وغيرها حري بوزارة التعليم إيجاد البدائل الملائمة لسد تلك الثغرات ليستفيد الجميع بإذن الله من التعليم عن بعد بلا ضرر ولا ضرار.

مع تقديرنا لجهود التعليم في ذلك ودعواتنا لهم ولأبنائنا وبناتنا بالتوفيق، في ظل هذه التجربة الفعلية الحديثة في التعليم والتي لم يعتادوا عليها، رغم أنها تجربة جيدة تواكب العصر ومتطلباته حتى يرفع الله عن الأمة هذه الغمة برحمته وفضله ويعودون لمدارسهم في صحة وعافية وتوفيق من الله.