لم يكن إسقاط قوات الدفاع الجوي السعودي لطائرة مسيرة أطلقها الحوثيون الأحد الماضي، في محاولة لاستهداف مطار أبها الدولي بعمل إرهابي ووحشي، سوى حلقة جديدة من مسلسل طويل بذل الحوثيون (ذراع إيران الطويلة) كل جهدهم لإنجاح، لكن سماء وتراب المملكة تحولا مقبرة لسيل الطائرات المسيرة المفخخة، والصواريخ الباليستية التي دأبت على محاولة استهداف الأعيان المدنية قبل العسكرية، مما جعل المملكة أكثر دول العالم تعرضا لهذا النوع من الهجوم، والأكثر نجاحا في التعامل معه، وحسب تأكيد خبراء عسكريين فإنه لو تعرضت أي دولة في العالم لهذا الكم الكبير من الهجمات بطائرات الدرونز والصواريخ الباليستية لأصيبت بكارثة.

على مدى سنوات، ومنذ انطلاقة عاصفة الحزم في 25 مارس 2015، ومنذ تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة، لم يجد المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران ومن خبرائها العسكريين سبيلاً للتعامل مع تفوق التحالف سوى محاولات الاعتداء على الأعيان المدنية بصواريخهم وطائراتهم المسيرة، ومن هنا جاءت محاولتهم البائسة والفاشلة في استهداف مطار أبها الذي يمر من خلاله يوميا آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين ومن جنسيات مختلفة.

المقبرة والكارثة

حتى 16 يونيو الماضي كانت قوات التحالف العربي قد اعترضت وأسقطت 357 طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثي باتجاه المملكة، وحتى 13 يونيو الماضي كانت قد اعترضت وأسقطت 312 صاورخا باليستيا أطلقت باتجاه المملكة (بمقارنة بسيطة، لم تتعرض المملكة خلال حرب تحرير الكويت إلا إلى 39 صاورخا باليستيا فقط أطلقها الجيش العراقي).

وتشير هذه الأرقام الكبيرة إلى كفاءة قوات الدفاع الجوي في المملكة وإلى نجاعة تعاملها مع تلك الأهداف التي لو أصاب عُشرها هدفه لحدثت الكارثة ولتحول آلاف المدنيين إلى ضحايا عدو لا يعترف بقواعد الاشتباك ولا المبادئ الإنسانية والدولية، ولعل أصدق مثال على ذلك تمثل في تعرض 4 مدن ذات كثافة سكانية عالية داخل دولة واحدة للاستهداف في وقت واحد، في حادثة نادرة في التاريخ العسكري.

ويؤكد هذا الكم الكبير من الهجمات أن إيران تحشد له بكامل طاقاتها، خصوصاً وأن تأكيدات التحالف تعلن أن 87 % من الصواريخ الباليستية التي أُطلقت على المملكة، انطلقت من داخل صعدة أو شمال عمران، بما يشير إلى أنها صواريخ مهرّبة تُحفظ في صعدة التي هي مقر الأيديولوجيا المتطرفة، والمنطقة الخصبة للنظام الإيراني في إطلاق الصواريخ.

رغبة إطالة المعركة

تتحرك إيران لمد الحوثي بالسلاح والخبراء وتهريبهما إلى معاقلهن وتحرص على استمرار محاولات الاستهداف للأعيان المدينة في المملكة برغبة إطالة أمد المعركة، ولذا فإنه كلما خسر الحوثيون مساحات جديدة لصالح الشرعية، تزداد شراسة الهجمات، وتنشط محاولات طهران لتزويد الحوثي بمزيد من الأسلحة المتطورة التي تثبت الوقائع عجزه عن التعامل معها، ناهيك عن صناعتها، لولا وجود الخبراء الإيرانيين المتخصصين.

تغطية الخسائر

رأى المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي أن «استمرار المحاولات الفاشلة من الميليشيا الحوثية الإرهابية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالداخل اليمني ودول جوار اليمن، ليس سوى سعي من الميليشيات لتغطية خسائرها البشرية على الأرض ومحاولة رفع الروح المعنوية لعناصرها الإرهابية في الجبهات.. هناك المئات من العناصر الإرهابية يساقون إلى الهلاك يومياً في الوقت الذي تبحث فيه الميليشيات وتستميت على تحقيق أي تقدم أو سيطرة على الأرض، في ظل تقدم الجيش الوطني اليمني وأبناء القبائل الشرفاء».

وبين المالكي أن قوات التحالف تقوم بـ«ضربات مركزة لتدمير وتحييد القدرات التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي»، مؤكداً أنه «لا تهاون مع التهديدات الحوثية بامتلاك القدرات النوعية كالصواريخ الباليستية، والطائرات من دون طيار، وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية».

التحالف العربي

- تشكل بعد طلب من الرئيس اليمني

- يضم عدة دول عربية

- تقوده السعودية

- انطلقت عملياته تحت مسمى عاصفة الحزم

- 21 أبريل أعلن انتهاء عاصفة الحزم

نجاحات

حتى 16 يونيو 2020

357 طائرة مسيرة مفخخة تم اعتراضها وإسقاطها

حتى 13 يونيو 2020 312 صاروخا باليستيا اعترض وسقط

87 % من الصواريخ التي أسقطت انطلقت من صعدة أو شمال عمران

39 صاروخا باليستيا فقط تعرضت له المملكة خلال حرب تحرير الكويت