في الوقت الذي اتجهت فيه كثيرات لممارسة الرياضة كسلوك يومي، نجحت شابة من عسير، وبمحض الصدفة، في تصميم عباءات تمكن لابساتها من ممارسة رياضتهن دون عوائق.

شاركت المصممة نورة القحطاني في برنامج «صنع في عسير»، ضمن مبادرة (عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام)، لكن الصدفة وحدها، جعلتها تلفت الأنظار إلى تصميمات خاصة بها للعباءات الرياضية، إضافة إلى عباءات العمل، وعباءات المناسبات الخاصة والعامة.

انتقال الخاص إلى العام

تشير القحطاني إلى تجربتها فتقول «كنت شغوفة منذ الصغر بكل جميل، فتعلمت فنونا كثيرة، منها الفن التشكيلي والتصوير والتصميم، ولاحظت أن السوق لا يلبي متطلبات المرأة السعودية في تحقيق التنوع في تصميم العباءات، على الرغم من وجود مصممات سعوديات متميزات، لكن التصميم لديهن يكون حسب الطلب».

وتضيف «صممت بعض القطع وارتديتها، وصممت «لوقو» خاصا بي، وضعته على التصاميم التي أرتديها، وصادفت استحسانا كبيراً من كثيرات، حيث كثيراً ما استوقفتني النساء في الأماكن العامة والمولات متسائلات كيف لهن اقتناء عباءة شبيهة للتي ارتديها، وكنت أجيبهم دائما بأنها من تصميمي الخاص».

ولادة الفكرة

تضيف القحطاني «هذا التفاعل والرغبة، دفعني للتفكير في تصميم العباءات وعرضها في موقعي الخاص على الإنترنت، ووجدت تلك التصميمات إقبالاً كبيراً، وطلبات كثيرة تفوق إمكانياتي، لا سيما أنني أقوم بالتصميم والرسم، ومن ثم أذهب بالتصميم إلى أحد الخياطين لإنجاز الفكرة».

وتكمل «ابتكرت تصاميم تلبي احتياجاتي كشابة، فأنا أحتاج مثلا إلى عباءة لممارسة الرياضات المختلفة، ومنها المشي وركوب الدراجات، كما أن العمل اليومي يحتاج لعباءة تكون مريحة وعملية وسهلة اللبس، ناهيك عن الاحتياج الطبيعي للمرأة السعودية إلى العباءة في المناسبات المختلفة العامة والخاصة».

ألوان مختلفة

تشير القحطاني إلى أنه مع ظهور عباءات بألوان مختلفة، وضعت تصاميم لهذه العباءات الملونة التي تلبي بعض الاحتياجات، وقالت «اللون الأبيض ودرجاته تكون مريحة خصوصا للمناطق ذات درجات الحرارة العالية، حيث تعكس أشعة الشمس، وتكون ساترة للمرأة خصوصا من يعملن ويتنقلن في أوقات النهار من منازلهن إلى أعمالهن ولا تسبب لهن أي ضيق».

قبول فوري

توضح القحطاني «كنت في زيارة لمهرجان خيرات عسير وصنع في عسير فوجدت كثيرا من السعوديات والسعوديين الذين يشاركون في صنع في عسير بأشياء أنتجوها وصنعوها، وكانت المشاركات مفتوحة لكل مبدع للحصول على موقع في صنع في عسير لتسويق منتجاته، فسألت القائمين على البرنامج عن إمكانية قبولي للمشاركة، فوجدت القبول والتجاوب الفوري من المنظمين، وتجرأت لأول مرة في عرض تصميماتي للعباءات السعودية الحديثة، ووجدت إقبالا جميلاً، حتى أن جميع تصميماتي نفذت في وقت قياسي».

مراعاة السعر

راعت القحطاني حسب تأكيداتها أن يكون سعر عباءاتها في المتناول، حيث راوح بين 300 و500 ريال للقطعة عالية الجودة في الأقمشة والتصميم، وتمنت أن تتمكن من تسجيل ملكية اللوقو الخاص بها بما يحفظ حقوق ملكيتها له، وقالت «أسعى مستقبلا إلى امتلاك مصنع صغير أنتج فيه تصاميمي بشكل أوسع ليكون انطلاقة لي من عسير نحو كافة أرجاء المملكة».

وقالت «هناك كثير من البرامج الحكومية التي تقوم على دعم الشباب والشابات، لكن للحصول على التمويل من هذه البرامج يجب أن أتفرغ، وحاليا أنا أعمل في قطاع التعليم، وهذه البرامج لا تشملني، وأتمنى لو يشمل التمويل حتى الموظفات مستقبلا، فهناك كثير من المبدعين والمبدعات في مملكتنا يستطيعون إحداث فرق في السوق السعودي بابتكاراتهم، لكنهم لا يجدون من يدعمهم».