لعبت حكايات "ألف ليلة وليلة" دورا كبيرا ومهما في حياة عدد من كبار الكتاب في العالم، وأثرت إبداعهم وأدبهم. من أبرزهم الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز الذي قال "الحكايات لعبت دوراً رئيساً في مسيرتي الروائية". وردد مثل قوله فيكتور هوغو، فيما يعد الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، واحداً من كبار المعجبين والمتأثرين بـ«ألف ليلة وليلة».

حضور المرأة

الباحث والأكاديمي السوري الدكتورمحمد عبدالرحمن يونس ذهب في كتابه "الجنس والسلطة في ألف ليلة وليلة" إلى أن أهم ما يثير الانتباه في "ألف ليلة وليلة"، الحضور الطاغي للمرأة بكل أصنافها، وتوجهاتها، وبكل تشكيلاتها الاجتماعية، فعلى مستوى الفضاء المكاني تتموضع المرأة، سواء أكانت حرة أم جارية، في أمكنه مختلفة، بعيدة وقريبة، واقعية وتخيلية، فهي من فارس والهند والسند، وبغداد والبصرة، والقاهرة، والإسكندرية، ودمشق، وحلب والقدس، وصنعاء والحجاز، ومن أبعد مكان عرفته، أو سمعت به مخيلة رواة الليالي ومبدعيها. ويقول يونس "إن ما دفعه للبحث وإصدار كتابه هذا، هو إعجابه بكتاب ألف ليلة وليلة لما ينطوي عليه من قدرة استثنائية على إضفاء أجواء من السحر والخرافة على واقع المدن الإسلامية وغيرها".

مكونات السرد

على مستوى الفضاء الزماني، يقول الكتاب "إن نساء الليالي هن من كل الأزمنة والعصور، وحلقات التاريخ التي سبقت القص أو تزامنت معه، وعلى المستوى الطبقي تتعرض ليالي ألف ليلة وليلة لشرائح اجتماعية نسويّة متباينة ومتباعدة تارة، ومتقاربة تارة أخرى، وباختلاف طبقاتهن الاجتماعية، فهناك الجارية والوصيفة والسيدة والملكة والأميرة، والأرستقراطية الحسناء التي يتقاطر الرجال وراءها، والفقيرة المعدمة، والقوّادة والقهرمانة، والمحتالة الماكرة، والداهية، والجميلة والقبيحة، والسوداء والبيضاء والشقراء، والفاجرة والداعرة والمتعففة، ولا نغالي إذا قلنا إن المرأة هي البنية شبه الكليّة لمكونات السرد والقص".

مظاهر الحب

من خلال تحليل الحكايات، وربطها بمرجعياتها الثقافية والتاريخية أحيانا يركز الكتاب على دراسة مظاهر خطاب الحب والجنس في بعض حكايات ألف ليلة وليلة، ويدرس الظاهرتين ونموهما وتشعبهما، وعلاقتهما بالوضعية الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة زمان الليالي، ودور هاتين الظاهرتين في تشكيل الحكاية ونموها، باعتبار هذه الحكاية خطابا أدبيا يأخذ من الواقع والتاريخ والحلم والتخيل والأسطورة والخرافة، وباعتبار هذا الخطاب يشكل حالات اجتماعية وإنسانية وثقافية وسياسية.

فضاء شهريار

اكتشف الغرب "ألف ليلة وليلة" بعد أن نشرت الطبعة الأوروبية الأولى، عام 1704، بواسطة المستشرق الفرنسي أنطوان غالان. ومع الحركة الرومانطيقية دخل الشرق كلياً في الوعي الأوروبي، بينما بقي أصل «ألف ليلة وليلة» مجهولاً، فيما لم يتوقف يونس كثيرا عن هذا الإشكال، ومضى يحلل حكايات الكتاب، موضحا أثر الحب في تشكيل السرد والوصف، والأحداث، والحبكة، والبنية السردية لليالي الحب. كما يحدد علاقة المرأة بالفضاء الزماني والمكاني، فالفضاء الزماني المشبع بخطاب الحب، وإن بدا طويلا، إلا أنه يبقى محدودا بالمساحة السرديّة الزمنيّة الممتدة عبر الليالي والفضاء المكاني ينمو ويمتدّ من قصر شهريار إلى قصور سلاطين وأمراء ألف ليلة وليلة، ومن هذا الفضاء الشهرياري تتحدد وتتوزع بقية الفضاءات المكانية والزمانية الأخرى.

التخيل والأسطورة

يرجح بورخيس أن «ألف ليلة» جاءت من أماكن شرقية متنوعة. «قد تكون رويت أولاً في الهند، ثم في فارس ثم في آسيا الصغرى وفي نهاية الأمر، ربما تكون قد كتبت بالعربية وجمعت في القاهرة». فيما يقول يونس في مقدمة كتابه: "إنه على الرغم من الدراسات الكثيرة التي تناولت حكايات ألف ليلة وليلة، فإن هذا العمل الأدبي المليء بالجمال والبهاء يبقى في جوهره عملا منفتحا على بنيات معرفية تاريخية وثقافية وميثولوجية وأسطوريّة وتخيليّة واجتماعيّة وجنسانيّة لم تستكمل دراساتها بعد". واشتغل يونس على بنية الحكايات في ألف ليلة وليلة، ودور المرأة في هذه الحكايات، وفي نمو السرد وتشعبه، وانتقاله من فضاء إلى فضاء، ودورها أيضا في تشكيل الفضاء في مدن الليالي، إضفاء مكونات السحر والتخيل والأسطورة في بنية الحكاية سردا ووصفا وحوارا.

خطابات فكرية

يرى يونس "أن بنية الليالي المنفتحة على بنيات الثقافات الفارسيّة والهنديّة والعربيّة والسريانيّة والتركيّة هي بنية متنامية تكمن جماليات حركتها في تنوّعها الثرّ، وفي تنوع الدلالات والخطابات الفكريّة التي يركّز عليها السرد والقصّ، وفي انفتاح ألف ليلة وليلة على حقول ثقافيّة وتاريخيّة واجتماعيّة يمتدّ إلى أعماق الحضارات القديمة، وهذا الامتداد والنمو يجعل منها خطابا أدبيا متعدد الاتجاهات والرؤى، ومن داخل هذا التعدد يمكن أن تُدرس الليالي في أكثر من اتجاه، ووفقا لكثير من المناهج النقديّة والفكريّة".

- أثر كتاب ألف ليلة وليلة في آداب الأمم والشعوب وفنونها

- ترجم إلى معظم لغات العالم الرئيسة

- تأثر به كبار رجال الفكر والأدب في العالم، واستلهموا منه أجمل ما كتبوه

نصوص أجنبية تأثرت بألف ليلة:

"فاثيك، لبكفورد 1786م"

"لالا روخ ، لتوم مور 1817م"

قصائد بيرون المطولة، ومنها: "رحلة الفارس هارولد"

توماس هوب في رواية "أنا ستازيس: مذكرات يوناني"

جيمس جوستنين موريي (1780 ـ 1849م) رواية "مغامرات حاجي بابا"

بعضاً من حكايات ألف ليلة وليلة يدرس في المدارس الابتدائية والثانوية الصينية

حكايات ألف ليلة وليلة بالنسبة لفناني العالم مكمناً للسحر والتخيّل

دخلت حكايات ألف ليلة وليلة في نسيج التركيب المعرفيّ للثقافة الأجنبية

- فولتير: لم أصبح قاصاً إلا بعد أن قرأت ألف ليلة وليلة أربع عشر مرة

- الناقد الفرنسي ستندال تمنى أن يصاب بفقدان الذاكرة حتى يعيد قراءة حكايات ألف ليلة وليلة

- أناتول فرانس أكد أنه تتلمذ على حكايات ألف ليلة وليلة قبل أن يكون أديبا

- الناقدة الألمانية أردموتة هللر: أسهمت حكايات ألف ليلة وليلة في خلق الصور الرومانسية الخيالية عن الشرق

- الناقد الإنجليزي كولريدج: قصص شهرزاد شبيهة بالأحلام