للذين سقطت أرواحهم من سجلات الحياة، ورحلوا دون رجعة، للذين تركوا مساحات فارغة لا تُملأ من بعدهم، ولا يُعَوّض غيابهم، للذين رحلوا وخلفوا من بعدهم فجوة لا تُسد، لأولئك الأحبة الذين فقدناهم بعد الغياب وكأن الغياب كان محالا، لأولئك الغائبين في حياة أخرى، لأولئك المفقودين، البعيدين عنا، لأولئك الذين لم نعد نبصرهم أو نسمعهم أو نتكلم معهم، لأولئك الذين لم نعد نستأنس بهم، للذين غادرونا دون وداعٍ نستعد له، للذين فارقونا وتركونا في ظلمات الدنيا، للذين تبكينا ذكراهم ويؤلمنا فراقهم ويحزننا بُعدهم، لكم منا الحنين والشوق العظيم، لكم منا دعوات السنين، لكم منا ابتهال المحبين، ورجاء الخائفين برحمة من رب العالمين، تصيبكم فتصبحوا بها في نعيم فائزين، لكم منا استغفار المستغفرين وإحسان المحسنين، وعطايا الصالحين، صلواتنا لكم دائمة، ودعواتنا قائمة بأن يغفر الله لكم، ويرحمكم، ويرضى عنكم، وأن يجعل عقباكم فرحة وسرورا، وبهجة وحبورا.

خرجتم من دار الكبد والكمد وأصبحتم بين يدي رب رحيم للأبد، فعطاء الله عظيم، ورحمة الله واسعة، وعزاؤنا أنكم بين يدي غفور رحيم.

غيابكم مؤثر ورحيلكم مؤلم وبعدكم مُرّ، طبتم برياض الجنة آمنين مطمئنين برحمة من رب العالمين، طبتم في نعيم الجنان، طبتم في رحمات الله فليس لأحد نجاة إلا بها، لكم منا السلام حتى اللحاق بكم، فسلام من الله عليكم ورحمات وبركات دار قوم مؤمنين.