الأربعاء القادم ليس يوما عاديا، على كل مواطن سعودي، وكل محب للسعودية؛ إنه اليوم الوطني لهذه البلاد المباركة، والذكرى الـ (90) على إعلان الأمر الملكي بتوحيد هذا الكيان الكبير، على يد جلالة الوالد المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، وجزاه عمن قبلنا، وعنا، وعمن بعدنا خير الجزاء: «بعد الاعتماد على الله، وبناءً على ما رُفع من البرقيات من كافة رعايانا في المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها، ونزولًا على رغبة الرأي العام في بلادنا، وحبًّا في توحيد أجزاء المملكة العربية، أمرنا بما هو آت: المادة الأولى: يحول اسم (المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها)، إلى اسم (المملكة العربية السعودية)، ويصبح لقبنا بعد الآن (ملك المملكة العربية السعودية)..»..

في مثل هذه الأيام، العام الماضي، غرد ولي أمرنا، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، وأمده بالصحة والعافية، على حسابه في منصة تويتر كاتبا: «نحمد الله أن أكرم بلادنا بخدمة الحرمين الشريفين، وبما هيأه لنا من عزٍّ وتمكين، وقيم نبيلة، وشعب يعتز ببلاده، (إن يومنا الوطني اعتزاز بتاريخنا، وترسيخ لمكانة هذا الوطن بين الأمم، وتطلع لغدٍ مشرق بالنماء والرخاء)، سائلين الله أن يحفظ بلادنا، ويديم عليها الأمن والاستقرار»؛ وسجلت تغريدة العاهل المفدى، بعد أول دقائق من نشرها، أرقاما قياسية تعتبر الأكبر عالميا، محققة أكثر من 256 ألف إعادة تغريد، فيما سجلت في المفضلة للكثير من المتابعين أكثر من 246 ألفا..

بين أمر الوالد، وتغريدة الابن البار، كلمات كثيرة يمكن أن تكتب، وألفاظ كثيرة يمكن أن تقال، والإحاطة بكل شيء في وقت واحد، يعد من المستحيلات، خاصة لمن طالع يمينا ويسارا، ورأى المتغيرات التي حلت بالإنسان، وما تعرضت له الأنظمة الصحية العالمية، وما أصاب الاقتصاد الدولي، وما حصل من صعوبات في مختلف المجالات، فاتحنا بها ملكنا، وصارحنا بها منذ الأيام الأولى لبدايات طاعون العصر الجديد (كورونا المستجد)، مشيدا وقتها بقوة وثبات وتعاون المواطن السعودي، معتبرا ذلك «أحد مرتكزات نجاح جهود الدولة»..

اليوم، وكل يوم، وفي هذه الذكرى العزيزة الغالية، يطيب لي ولغيري، من الغيورين، التأكيد بأنه ليس للمواطن السعودي، إلا قيادته المتمثلة في ملك، حازم حكيم، وولي عهدٍ، أمين ومقدام، غير كثيرا في معادلات الزمن، والعهد مستمر بين الجميع، ومن الجميع، أن تكون هذه القارة المباركة، المملكة العربية السعودية، دوما في مقدمة الركب، لا يضرها بأمر الله تعالى شيء، ولا يضر الصادق في ولائه لها، والأمين في أداء ما يجب عليه من أجلها، والمخلص في حبه لها، شيء كذلك، وإحياء هذا التبادل هو بوابة تحقيق رؤيتنا الطموحة؛ والعرب يقولون: «كل ما هو آت قريب، والبعيد ما انقرض ومضى».