وطني هو الحرمان الشريفان، مهد خير وآخر المرسلين صلى الله عليه وسلم، وبه ترعرع الصحابة ورجال الإسلام الذين حكموا العالم لحقبة تاريخية طويلة، هو قبلة المسلمين، هو أحد صناع القرار في هذا العالم الواسع، هو أكبر وطن في جزيرة العرب، هو مهد الحضارة الإسلامية، وطني له تاريخ عريض يفخر به كل مسلم، وطني هو مصنع للقيم والإنسانية، وطني صانع للعادات السامية.

الوطن ليس مجرد أغنية نغنيها أو رقصة شعبية نؤديها، هو العمل بإخلاص، فالوطنية الحقيقية تكمن في كل ما يرفع شأنه بين الأمم وهي الذود عنه بالقول والعمل، الوطنية هي دعاء لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، هي الإبلاغ عن التستر التجاري، وهي التقيد بقوانين الوطن، وهي مكافحة الفساد والتستر ومكافحة المخدرات، ومن الأعمال الوطنية الجليلة الدعاء لكل مسؤول مخلص في عمله وتعب من أجل سمو الوطن.

لا بد أن نفاخر بوطننا كلٌ في مجاله، الطبيب في عمله والمعلم في مدرسته والمهندس في مشروعه، والصغير والكبير عليه مسؤوليات تجاه وطنه، فالمملكة وطن كريم قام بواجبات كثيرة من أجلنا، ولا بد أن نقوم بجميع المسؤوليات المناطة بنا تجاهه.

يجب أن نعلم أجيالنا تاريخ وطننا وأعمال المؤسس رحمه الله رحمة واسعة، فبعد توحيد هذا الكيان الشامخ عمل الملك عبدالعزيز جاهدا على محاربة الفقر والجهل والمرض، وسخر جميع الإمكانات لتحقيق الازدهار والرخاء لكل المدن والقرى والهجر، فأمر بإنشاء المؤسسات في شتى المجالات فكانت النواة الأولى لتأسيس نظام إداري متقدم لا يكون إلا من رجل استثنائي، حتى حقق بفضل الله أمنا وارفا يظل ستاره جميع أنحاء البلاد، ينعم به كل من يحل بهذه الأرض الطاهرة حاجاً أو معتمرا أو زائرا.

وتوالت الأعوام والسنون وأبناء عبدالعزيز يعملون بجد وإخلاص من أجل الوطن، وها نحن ننعم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنعمة الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم ملتزمين بالقيم والمثل العليا، فهنيئا لنا بهذا الوطن الغالي وهنيئا لنا بحكومتنا الرشيدة والأمل المنشود أن يدرك هذا الجيل والأجيال القادمة ما قام به ولاة الأمر جزاهم الله خير الجزاء من جهود عظيمة من أجل عز ونماء هذا الوطن.

رحم الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأمد الله ‏في عمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأدام الله علينا ‏نعمة الأمن والإيمان.