كشفت مصادر لـ»الوطن» أن مزارعي النخيل في محافظة بيشة- التابعة لمنطقة عسير- يعانون من عدد من المشكلات التي تؤرقهم من أبرزها سيطرة عمالة وافدة على محاصيل التمور في معظم مراكز وقرى المحافظة، مستغلة حاجة معظم المزارعين وبعدهم عن وسط المدينة حيث سوق ومهرجان التمور، فضلا عن احتكار بعض التجار لهذا النشاط.

سيطرة العمالة

يؤكد صالح الحارثي من سكان مركز ترج جنوب غرب بيشة، أن العمالة الوافدة تكثر في قرى وادي ترج بشكل لافت عند اقتراب موسم جني ثمار النخيل، والسبب معروف فهم وفي وقت سابق قد اشتروا محاصيل معظم المزارع وهي في مرحلة الرطب وبسعر بخس بعد إغراء المزارعين بتجنيبهم عناء جني الثمار ونقلها وتسويقها، ومن ثم تبيعها هذه العمالة بأسعار مضاعفة. وأضاف أن المزارعين بحاجة إلى توعيتهم بالطرق الصحيحة لتسويق تمورهم والاستفادة منها.

احتكار التجار

سوق التمور في بيشة مشهد آخر للمعوقات التي يصطدم بها المزارعون في بيشة، حيث يشتكي معظم رواد السوق من سيطرة عدد قليل جدا من التجار على السوق وفرض الأسعار التي يحددونها في ظل غياب «الحراج» على التمور مثل بقية الأسواق، ويجد المزارع نفسه مضطرا للبيع بأسعار لا توازي تكلفة ما أنفقه على مزرعته.

ويأتي ذلك وسط مطالبات للغرفة التجارية في بيشة بتعريف رجال الأعمال والمستثمرين وملاك المصانع التي تدخل التمور في صناعة منتجاتها بمواعيد سوق التمور في بيشة والتسويق للتمور بشكل يضمن كثرة العروض أمام المزارعين وبالتالي استفادتهم من محاصيلهم.

مهرجان بدائي

يقام في كل سنة مهرجان للتمور في بيشة ولكن ينقصه كثير من العمل لتعود بالفائدة على المزارعين، فرغم جهود فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في بيشة والمركز الوطني النخيل في عدد من نسخ المهرجان، إلا أن الفائدة المرجوة لم تتحقق، فالمهرجان في كل عام إما أن يهتم بفعاليات جانبية بعيدة كل البعد عن هموم المزارع أو يقتصر على اجتهادات بدائية لا توازي أهمية المنتج وقيمته.

وتتكرر في كل مهرجان مطالبات المزارعين بتهيئة مكان مناسب لعرض تمورهم بدلا من ساحات مكشوفة لا توفر إلا حرارة الشمس والإسفلت.

البيع المبكر مكن العمالة

صرح مدير مكتب الزراعة والمياه والبيئة في بيشة سالم القرني لـ»الوطن» بأن العمالة الزراعيه تعتبر هاجسا لدى المزارعين خلال فترة الحصاد ويمكن التغلب عليها بإيجاد عمالة موسمية خلال فترة جني الثمار كون المزارع لا يستطيع تحمل نفقات العمالة خلال الموسم كاملا، إلا أن بعض المزارعين هم من مكنوا العمالة بالبيع المبكر، وكان من الأولى للمزارع أن يستفيد من جهده خلال سنة كاملة.

وأضاف: تميزت فعالية السوق بمهرجان صفري بيشة هذا العام 1442 هـ بتنظيم مميز بين مكتب وزارة البيئة و المياة و الزراعة ببيشة وجمعية طلائع لتنمية الشباب والفتيات، حيث شارك في التنظيم ما يزيد على 50 متطوعا مع الموظفين من مكتب البيئة وذلك لخدمة الباعة والمزارعين حتى كانت بيئة السوق بيئة مُنظمة اتسمت بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية خلال فترة العودة بحذر من أزمة كورونا، وذلك في آلية تحديد أماكن الباعة والمزارعين وآلية عرض التمور وبأسعار تحددها آلية العرض والطلب إلا أن السوق بحاجة لزيادة عدد المستثمرين. ومن هنا نهيب بالاستثمار في هذا المنتج العائد الاقتصادي الكبير

1000 سيارة يوميا

أكد القرني أن عدد السيارات التي تدخل السوق يوميا محملة بالتمور صباحا ومساء بلغ 1000 سيارة، كما بلغت كمية التمور ما يزيد على 5500 كرتون يوميا خلال فترة الموسم، مع ملاحظة أن كمية الإنتاج المزارع بيشه تزيد على 70 ألف طن، مع ملاحظة أن أسعار هذا المنتج على مستوى الأسواق في المملكه لم تكن عند رغبة المنتجين بسبب أزمة كورونا.

صفري بيشة

ارتبط اسم بيشة ارتباطا وثيقا بالتمور وبنوع الصفري تحديدا فلا يكاد يذكر اسمها إلا وتقفز للذاكرة محاصيل التمور وأشجار النخيل التي شكلت لعقود خلت أمنا غذائيا لها وللمناطق المجاورة لها ومخزونا استراتيجيا لمعظم سكانها الذين لا حرفة لهم غير زراعة النخيل.

واكتسب صفري بيشة شهرة واسعة وأهمية بالغة لعقود من الزمن غير أنها لم تستغل بالشكل المطلوب لا من الناحية الاقتصادية ولا التسويقية ، وكان المتضرر الأول من هذا الوضع (غير الاحترافي) هو المزارع، الذي ينفق وقته وماله في الاهتمام بالنخيل طيلة العام ثم يتفاجأ بالعائد القليل وراء كل هذا الجهد.

أبرز العقبات التي تواجه مزارعي التمور في بيشة

سيطرة العمالة الوافدة على بعض المزارع وشراؤها مبكرا بأثمان بخسة

احتكار سوق التمور من قبل عدد قليل من التجار

عدم قدرة مهرجان التمور على توفير مطالبات المزارعين بتوفير أماكن مناسبة لعرض تمورهم

عدم التنسيق مع المصانع التي تدخل التمور في منتجاتها للاستفادة من تمور المزارعين