رغم مرور أكثر من 114 عاما على توصيف مرض «آلزهايمر» لأول مرة بواسطة عالم الأمراض والطبيب النفسي الألماني ألويس آلزهايمر في عام 1906، وتسميته فيما بعد على اسمه، إلا أن دراسة اقتصاديات هذا المرض وخسائره في رأس المال البشري لم تنل الزخم الذي نالته الدراسات الصحية والنفسية المتعلقة به، وفي نهاية أغسطس رصدت دراسة صادرة عن National Bureau of Economic Research خسائر تريليونية خارج المعتاد تتكبدها الاقتصادات بسبب تأثير الزهايمر على مجالات الادخار وسوق العمل والاستثمار.

مجالات الاقتصاد

تناولت الدراسة الفريدة من نوعها بحسب فريق العمل في المكتب القومي الأبحاث وهو مؤسسة أمريكية لعمل الدراسات والأبحاث الاقتصادية اقتصاديات مرض «الزهايمر» التي تتداخل مع عدد من مجالات الاقتصاد ومنها: اقتصاديات الصحة، والتمويل العام، والاقتصاد السلوكي، والاقتصاد التجريبي، واقتصاديات الأسرة، وتصميم الآلية، واقتصاديات الابتكار، مما يشير إلى أن الموضوع يجب أن يجذب جميع الاقتصاديين تقريبًا.


ومن خلال اقتصاديات آلزهايمر، يمكن تحديد حجم (الحد الأقصى) لخسارة الأرباح التي يتعرض لها الفرد المتأثر حسب طول الفترة الزمنية بين بداية ظهور المرض وسن التقاعد، ومن ثم يمكن لخبراء الاقتصاد تقدير كيفية تأثير ظهور مرض آلزهايمر على مسارات العمل والتقاعد وتقدير الأرباح.

عرض العمل

يمكن أن تؤثر مخاطر الإصابة بمرض آلزهايمر على العديد من قرارات دورة الحياة بما يتجاوز قرارات الرعاية الصحية والتأمين الصحي وكلفتهما، بما في ذلك خيارات عرض العمل والادخار وقرارات الاستثمار. وقد ناقشت الدراسة هذه الموضوعات ودور محو الأمية المالية والأخطاء المالية للأفراد المعرضين للخطر الإدراكي. وفيما يخص عرض العمل، فقد يحتاج الفرد الذي يصاب بمرض آلزهايمر قبل سن التقاعد المخطط له إلى الخروج من القوى العاملة، أو تقليل ساعات العمل أو التحول إلى وظيفة مختلفة لاستيعاب الانخفاض المرتبط بمرض آلزهايمر، إلى تنمية المهارات المعرفية والسلوكية والاجتماعية. وبالتالي، يشكل آلزهايمر خطرا على أرباح الشركة أو العمل بصفة عامة.

علم الاقتصاد ومرض آلزهايمر

تجيب الدراسة الحالية على تساؤل رئيس: كيف تختلف اقتصاديات مرض آلزهايمر عن اقتصاديات السرطان أو التهاب المفاصل أو الشيخوخة؟ وما الذي يمكن أن يقوله علم اجتماعي مثل علم الاقتصاد عن حالة طبية معينة مثل آلزهايمر؟

وأوردت الدراسة خمس حقائق رئيسية حول مرض آلزهايمر لتوضيح هذه النقطة وهي الانتشار والتكاليف وتقديم الرعاية طويلة الأجل والتدهور المعرفي والابتكار.

الانتشار

آلزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، ويمثل 60-80 % من حالات الخرف، ويؤثر على ما يقدر بخمسة ملايين أمريكي تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا أو أكثر بحلول عام 2050، من المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات تقريبًا إلى 14 مليون، واعتبارا من عام 2020 يعد مرض آلزهايمر هو السبب الرئيسي السادس للوفاة في أمريكا.

يصيب مرض آلزهايمر شخصًا واحدًا من بين كل عشرة أشخاص يبلغ كل منهم من العمر 65 عامًا أو أكثر وهو أغلى مرض في الولايات المتحدة. ونصف الأسئلة الاقتصادية المركزية التي أثارتها الدراسة الحالية تتناول هل هناك تداخل مع اقتصاديات الشيخوخة وسوق العمل، مبينة أن السمات المحددة لـ «اقتصاديات مرض آلزهايمر›› هي التركيز على التدهور المعرفي، والاختيار من قبل المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي، ومجموعة من القضايا التي يصعب فيها إنفاذ العقود الديناميكية بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية. وهناك مجال هائل للاقتصاديين للمساهمة في فهم القضايا المتعلقة بمرض آلزهايمر، بما في ذلك تطوير الأدوية، وتقديم الرعاية الفعالة، واتخاذ القرارات المالية، والبرامج العامة لمرض آلزهايمر. وتتداخل هذه الموضوعات مع العديد من مجالات الاقتصاد - اقتصاديات العمل، واقتصاديات الصحة، والتمويل العام، والاقتصاد السلوكي، والاقتصاد التجريبي، واقتصاديات الأسرة، وتصميم الآلية، واقتصاديات الابتكار - مما يشير إلى وجود برنامج بحث غني يجب أن يجذب العديد من الاقتصاديين.

اقتصاديات آلزهايمر

تحديد حجم (الحد الأقصى) لخسارة الأرباح التي يتعرض لها الفرد المتأثر حسب طول الفترة الزمنية بين بداية ظهور المرض وسن التقاعد

تقدير كيفية تأثير ظهور مرض آلزهايمر على مسارات العمل والتقاعد وتقدير الأرباح

التكلفة

كلف المرض ما يقدر بـ159 - 215 مليار دولار أمريكي في عام 2010، مع توقع ارتفاع التكاليف السنوية إلى ما بين 379 و500 مليار دولار بحلول عام 2040. وبالمقارنة، بلغت تكاليف علاج أمراض القلب والسرطان 102 مليار دولار و77 مليار دولار على التوالي، والكثير من تكلفة الرعاية لمرض آلزهايمر مدفوعة بنفقات الرعاية طويلة الأجل، والتي يتم تغطيتها في الغالب من خلال برنامج Medicaid أو يتم دفعها من الجيب. ومع ذلك، فإن نفقات الرعاية الصحية المباشرة ليست سوى جزء من التكلفة الإجمالية: ما يقدر بنحو 3.6 ملايين إلى 18 مليونا من مقدمي الرعاية غير مدفوعي الأجر، أمضوا ما مجموعه 3.6 إلى 18.5 مليار ساعة في تقديم الرعاية في عام 2018، والوقت بقيمة 233 مليار دولار أخرى. وفي المجموع، تنفق الولايات المتحدة ما يقرب من نصف تريليون دولار سنويًا على الرعاية المرتبطة بمرض الزهايمر.

تقديم الرعاية طويلة الأجل

بالنسبة للأفراد المصابين بمرض آلزهايمر، يمكن أن تتضمن إدارة المرض كميات كبيرة من الرعاية الصحية والرعاية طويلة الأجل، والرعاية التي تتطلب في كثير من الأحيان قدرًا كبيرًا من الإنتاج المشترك واتخاذ القرارات المعرفية.

التدهور المعرفي

لمرض آلزهايمر تعريفان: الأول السريري، والذي يركز على التدهور المعرفي (بعد الشيخوخة المعرفية العادية)، والآخر العلمي، الذي يركز على البيولوجيا الدقيقة وراء هذا الانخفاض الذي يمكن أن يحدث قبل وقت طويل من ظهور الأعراض السريرية. والاقتصاديون يتمتعون بميزة نسبية أكبر في التعامل مع التعريف الأول. وتؤثر التغييرات المعرفية المرتبطة بالعمر على الذاكرة، واتخاذ القرار، والحكم، وسرعة المعالجة، والتعلم، وقد تفسر التغييرات في تفضيلات المخاطر واتساق الاختيار في الأعمار الأكبر سنًا التي قد تؤثر على اتخاذ القرار الاقتصادي.

الابتكار

يمكن للاقتصاديات أيضًا تقديم رؤى حول تعريف المرض. وتعتبر حوافز الدفع والجذب أيضًا مفتاحًا لتطوير الأدوية التحويلية لمرض الزهايمر، ومن ثم ستنطلق الشركات لتصنيع الأدوية للمرض لحجمه الكبير في السوق والاحتياجات الطبية غير الملباة، ولكونه مرض معقد ومن غير المحتمل أن يكون دواء واحد هو الدواء الشافي لهذا المرض وأنه قد يكون هناك دور لهياكل تسعير بديلة. وقد كان الاقتصاديون على دراية جيدة في فهم وقياس المقايضات بين مختلف هياكل الحوافز والتسعير، وهناك فرصة لتطبيق هذه الأفكار لتطوير سياسات حول العلاجات الخاصة بمرض آلزهايمر وتصنيع الأدوية.

اقتصاديات آلزهايمر

- تحديد حجم (الحد الأقصى) لخسارة الأرباح التي يتعرض لها الفرد المتأثر حسب طول الفترة الزمنية بين بداية ظهور المرض وسن التقاعد

-تقدير كيفية تأثير ظهور مرض آلزهايمر على مسارات العمل والتقاعد وتقدير الأرباح

5 عوامل تشكل اقتصاديات المرض

1-الانتشار

2-التكاليف

3-تقديم الرعاية طويلة الأجل

4-التدهور المعرفي

5- الابتكار