يعد الغد أكبر العطايا على البشرية، وكرتا رابحا للأمل وللمضي قدماً، ويشكل نوعاً من أنواع التحدي، حيث إن الشروق يجدد ولاءً للهمة والعزيمة، وضياء الشمس وانتشاره ليبدد الظلام، يرسم أمامنا ضرباً من ضروب الإصرار.

في الفجر وعود بالنجاح والنصر، ولنا في الصباح فرصة مع كل بزوغ شمس.

في الساعات الأولى من كل صباح هناك قيمة مختلفة لكل شيء، لإكمال النوم، وللاستيقاظ، للإفطار عن كل الوجبات، حيث يحظى بأطول وقت متاح بين الوجبات، وللقهوة فهي معشوقة الصباح الأولى والأخيرة.

تأملوا معي، شكل الشوارع بمركباتها صباحاً أوقات العمل الرسمية، كل منا في مركبته متجه لمكان عمله، كل تلك الشريحة بتواجدها في الشارع انطلاقاً لأعمالها تشكل قيمة معينة بعدة حسابات:

من الممكن حسابها حسب ذلك العمل وماهيته، أو حسب مدخلاته ومخرجاته، أو حسب المنفعة منه، أو في أبسط تقدير كل شخص خلف المقود يعد رقما يتمثل في راتبه، كأن المركبات أمامنا وكل مركبة تحمل رقماً فوقها، ماذا لو أضفنا على ذلك الرقم التكاليف، أو خصمنا منه المصاريف، كيف تبدو الحسبة حين نحذف صباح أي يوم؟!.

هذا ما قصدته.. استشعار نعمة نعيشها كل يوم من أيام هذا العمر المقدر لنا، نعمة نحظى بها منذ الولادة، نمارس فيها أهم ساعاتنا التي نتخذ فيها كثيرا من القرارات وبالتالي يترتب عليها ما تبقى من حياتنا بعدها.

نعمة تخطيط المستقبل، بها نستطيع أن نتخطى الماضي بكل بساطة، ونقهر الفشل، ونقطع عنق الإحباط، ونهدر دم الندم.

نعمة نشن بها حرباً على التقاعس، ونعقد بها هدنة مشروطه مع التسويف، ونبرم بها اتفاقية سلام مع الواقع للاعتراف بالأحلام، نعمة لا تقدر بثمن رغم أن لها ثمنا في كل شيء نملكه.

استمتعوا بهذه النعمة، تذوقوها وتلذذوا بها، ولا تسمحوا لأي شيء أن يسلب الصبح منكم.

كونوا مشرقين بالشمس، فلا شيء يستطيع أن يحجبها، والأهم بالشكر تدوم النعم.

شكراً ربي على الغد بكل نعمه وعلى كل النعم.