يمكن تعريف التخطيط الإستراتيجي على أنه عملية استخدام المعايير المنهجية في صياغة الإستراتيجية وتنفيذها وتوثيق التوقعات التنظيمية رسمياً.

والتخطيط الإستراتيجي بشكل عام هو عملية يمكننا من خلالها تصوّر المستقبل وتطوير الإجراءات والعمليات اللازمة للتأثير على ذلك المستقبل، ويتكون التخطيط الإستراتيجي من مجموعة من العمليات الأساسية التي تهدف إلى استغلال وضع ما لخلق نتيجة أكثر ملاءمة للمؤسسة.

ويوفر التخطيط الإستراتيجي التوجيه العام لوحدات محددة في المؤسسة مثل الجانب المالي، والمشاريع، والموارد البشرية، والتسويق، وقد يساعد على تحسين الإنتاجية عندما يكون هناك إجماع حول مهمة ما، وعندما تعتمد معظم إجراءات العمل على اعتبارات تقنية أو تكنولوجية أو مبتكرة.

وكانت أولى الدراسات التي تناولت العلاقة بين التخطيط والأداء قد ظهرت في الستينيات من القرن الماضي بعد التوسع السريع في التخطيط الإستراتيجي الرسمي في تلك الحقبة. وعلى الرغم من أن الدراسات استخدمت منهجيات وتدابير متنوعة، إلا أن القاسم المشترك بينها كان في استكشاف نتائج الأداء المالي للأدوات والتقنيات الأساسية وأنشطة التخطيط الإستراتيجي الرسمي، من خلال التركيز على جمع المعلومات بطريقة منهجية، واستخدام أبحاث السوق، والنمذجة الحاسوبية، واجتماعات التخطيط الرسمية، ووضع الخطط طويلة المدى. ولم تتطرق الدراسات الأولية بشكل عام للعلاقة بين الأداء ومهارة التخطيط، ولكنها ركّزت على العلاقة بين الأداء ومدى التخطيط الرسمي. ويساعد التخطيط الإستراتيجي المنظمة على الاستفادة من نقاط قوتها، والتغلب على نقاط الضعف فيها، والاستفادة من الفرص المتاحة لها في المستقبل، والدفاع عن المؤسسة ضد التهديدات التي تواجهها.

ويُسهّل التخطيط الإستراتيجي الإدارة المناسبة لعملية ما، كما يستخدم لتحديد الأولويات، وتحسين الاستخدام الأمثل للطاقة والموارد، وتعزيز العمليات، وضمان أن يعمل الموظفون جنباً إلى جنب مع الإدارات المختلفة نحو تحقيق أهداف مشتركة، وتحديد رؤية مشتركة حول النتائج وتقييم وضبط اتجاه المؤسسة في الاستجابة للبيئة المتغيرة.

ولتعزيز قيمتها التنافسية في السوق وتحسين مخرجات الأداء الثابت بالنسبة إلى منافسيها، فإن الأهداف الرئيسة التي يجب على منظمات الأعمال على وجه الخصوص أن تسعى جاهدة لتحقيقها تشمل تحديد التغييرات اللازمة للتأثير الإيجابي لمؤشرات المؤسسة الرئيسة، وبدون وجود إستراتيجية واضحة، ستحدد وحدات المؤسسة جدول أعمالها الخاص بها، وستكون هناك جهود غير منسقة وغير مركّزة لتحسين جودة الأداء.

إن الخطة الإستراتيجية ليست سوى أداة واحدة ضمن مجموعة أدوات إدارة الأداء في المؤسسة، ولكن علينا أن نتذكر أنها بالتأكيد أداة حيوية وبالغة الأهمية. وتعمل الإستراتيجية الجيدة على قياس الأداء المتوازن في المؤسسة، وتحسين العمليات التي تتدفق باتجاه الأنظمة المحددة، وهي في ذات الوقت تعمل على بناء هيكل تنظيمي قوي لضمان دعم المنظمة فيما يتعلق بسير العمليات التشغيلية. كما تعمل الخطة الإستراتيجية على وضع إحصائيات الإنتاج للوحدات التنظيمية، وتحديد الحوافز والمكافآت لتحسين الأداء.

وبوجهٍ عام، على كل مؤسسة أن تبدأ بتقييم نظام التخطيط فيها والخطة الإستراتيجية المعتمدة لديها. وعلى الإدارة في المؤسسات التأكد من وجود جدول أعمال إستراتيجي فيها يستهدف النمو والابتكار، فضلاً عن الأنظمة والهياكل الداخلية. كما أن المؤسسات عليها أن تعرف حجم تأثير العمل الذي تقوم به لتعرف فيما إذا كان يحقق التأثير المطلوب لفهم مدى تناغم الجهود المبذولة فيها مع خطتها الإستراتيجية.