وسط محيط اقتصادي مضطرب ومتغيرات مالية عاتية نالت من قيمة وسمعة عملات إقليمية عديدة وفي مقدمتها الليرة التركية والتومان الإيراني، حافظ الريال السعودي على قوته وثباته وسمعته بعيدا عن المضاربات والانهيارات القياسية التي طالت تلك العملات. وأظهر رصد «الوطن» لأسعار صرف 10 عملات عالمية مختارة بين عامي 2003-2020 حفاظ الريال منفردا على سعر صرفه مقابل الدولار بمقابل تفاوت صرف جميع العملات في القائمة.

تقلب العملات

فيما حافظ الريال السعودي على قيمة صرفه مقابل الدولار من بين 10 عملات عالمية حدد خبير اقتصادي 3 عوامل ساهمت في ثبوت واستقرار الريال السعودي وحفاظه على سمعته من أي انهيارات أو تراجعات، وسط تقلب أسعار العملات في العالم، حيث تمكن الريال السعودي من الثبات معتمدا على كمية الاحتياطيات النقدية الأجنبية، وقوة القطاع المصرفي، ومعدل التضخم المنخفض. وأكد الخبير والمستشار الاقتصادي الدكتور علي بوخمسين لـ«الوطن» أن ضمان قابلية تحويل عملة المملكة وثبات قوتها ومتانتها، لدليل واضح على التزام الحكومة الذي لا يتزعزع بنظام ربط سعر الصرف، ولهذا بقي الريال السعودي مستقراً عند 3.75 في مقابل الدولار منذ يونيو في عام 1986م وحتى تاريخه.

تفرد الريال

أظهر رصد الوطن لأسعار صرف 10 عملات أنها سجلت جميعها اختلافات سعرية في الصرف على مدى 17 عاما تم رصدها بالتقرير، وأظهر الريال السعودي ثباتا في صرفه مقابل الدولار بسعر صرف يعادل 3.75 في حين تفاوت صرف الجنيه الإسترليني من 0.60 إلى 0.77، والجنيه المصري من 6.11 إلى 15.73، الروبية الهندية من 45.45 إلى 73.39، والراند الجنوب إفريقي من 6.22 إلى 16.51، كما تفاوت صرف الروبل الروسي من 29.63 إلى 77.82، والروبية الباكستانية من 60.30 إلى 163.93، والليرة التركية من 1.48 إلى 7.78، بالإضافة لليورو الذي تفاوت صرفه من 0.74 إلى 0.85، والفرنك السويسري الوحيد الذي سجل ارتفاعا في قيمة الصرف

بمقابل الدولار من 1.37 إلى 0.91

عوامل استقرار الريال

أكد بوخمسين أن أهم مظاهر القوة بالنسبة للريال السعودي بجانب قوة ومتانة الاقتصاد، ونسبة نمو إجمالي الناتج الوطني السنوي، وما يمتلكه هذا الاقتصاد من مصادر وثروات طبيعية تتنامى باستمرار كمية الاحتياطيات النقدية الأجنبية الداعمة لقوة الريال، حيث إن الأوراق النقدية للريال مغطاة باحتياطيات النقد الأجنبي والذي بدوره يجسد سقفاً قوياً من المناعة للعملة السعودية، ويحميها من أي تقلبات مفاجئة قد تواجهها، ويحقق للحكومة قدرة على امتصاص أي صدمات قد تفاجئها بسبب ما تمتلكه من رصيد مالي كبير من العملات الأجنبية، وهذا ما حقق استقرارا وثباتا في قيمة الصرف للريال السعودي أمام أي عملة، وأدى إلى توافر ظروف تخلق بيئة عمل مناسبة لنمو الاقتصاد، وأن يعمل في ظل ظروف داعمة جيدة بسبب توافر نظام سعر صرف ثابت، ووجود قطاع مصرفي قوي يواكب سرعة تقلب أسعار الفائدة، بالإضافة لمعدل تضخم منخفض.

إدارة النقد

يوضح بوخمسين أن هناك اختلافا في إدارة النقد بين الدول، حيث إن بعضها يتبع نظام سعر الصرف الثابت، كما هو الحال لدينا بالمملكة، وبعضها ينتهج أسلوبا مغايرا آخر يسمى بنظام التعويم للعملة، وهذا الأسلوب يتبع بالدول النامية، حينما يكون وضع هذه الدول اقتصاديا غير قوي، ولا يتمتع بأدوات الحماية الكافية التي تمكنها من تثبيت سعر صرف عملتها، حيث تكون قادرة على تحديد سعر صرف مناسب من وجهة نظرها يمثل السعر العادل لقيمتها المالية حسب ما تعتقده، وهذا السعر المحدد يُقيم عندها مقابل عملات العالم الرئيسية، مثل الدولار الأمريكي، أو أيا من العملات الدولية، وبذلك تستطيع الدولة تثبيت سعر البيع والشراء لعملتها المحلية داخليا وهو ما يعرف بسعر الصرف، ويكون الهدف الأساسي من وراء تثبيت سعر الصرف هو الحفاظ على سعر الصرف المحلي، ويهدف كذلك إلى تحقيق الاستقرار المالي والنقدي للنظام الاقتصادي للدولة، والقدرة على تحديد مستويات تضخم مناسبة تتناسب وسياساتها الاقتصادية الداخلية.

ربط سعر الريال بالدولار

ربطت المملكة منذ أكثر من 30 عاما سعر صرف الريال السعودي بالدولار الأمريكي، لما يمثله الأخير من سيطرة على مفاصل التجارة العالمية، وكون الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد عالمي، وكون الدولار أهم عملة في كل احتياطيات الدول الأجنبية المالية، لذلك كان خيارا إستراتيجيا ساهم في نمو اقتصاد المملكة، وحافظ على استقرار سعر صرف الريال عند 3.75 ريالات مقابل الدولار، في ظل متانة احتياطيات النقد الأجنبي وقدرتها على تلبية جميع الالتزامات الخارجية للمملكة، وما يعزز هذا التوجه حاليا متانة احتياطات النقد الأجنبي لدى مؤسسة النقد العربي السعودي وقدرتها على تلبية جميع متطلبات الاقتصاد الوطني من العملات الأجنبية.

عوامل ثبات الريال السعودي

كميه الاحتياطيات النقديه الاجنبيه

قوة القطاع المصرفي

معدل التضخم المنخفض

صرف 10 عملات مقابل الدولار بين 2003-2020

الريال السعودي:

2003= 3.75

2020=3.75

الروبية الهندية:

2003= 45.45

2020= 73.39

جنيه إسترليني=

2003= 0.60

2020= 0.77

جنيه مصري=

2003= 6.11

2020= 15.73

راند جنوب إفريقي=

2003= 6.22

2020= 16.51

روبل روسي=

2003= 29.63

2020= 77.82

روبية باكستانية=

2003= 60.30

2020= 163.93

ليرة تركية:

2003= 1.48

2020= 7.78

يورو:

2003= 0.74

2020= 0.85

فرنك سويسري=

2003= 1.37

2020= 0.91

أسعار صرف العملات بالريال السعودي بين 2003-2020:

الروبية الهندية:

2003= 0.083

2020= 0.051

جنيه إسترليني=

2003= 6.49

2020= 4.85

جنيه مصري=

2003= 0.61

2020= 0.24

دينار عراقي=

2003= 0.0033

2020= 0.0031

راند جنوب إفريقي=

2003= 0.60

2020= 0.23

روبل روسي=

2003= 0.13

2020= 0.048

روبية باكستانية=

2003= 0.063

2020= 0.023

ليرة تركية:

2003= 2.54

2020= 0.48

يورو:

2003= 4.57

2020= 4,39

دولار أمريكي:

2003= 3.75

2020= 3.75