استغلال الانشغال
يقول خبير الجهاد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات توماس جوسلين «كان عناصر داعش يتقصون أماكن في سورية على وجه التحديد والعراق، محاولين استغلال انشغال القوات الحكومية والأجهزة الأمنية بفيروس كورونا لشن مزيد من الهجمات». وكمثال على التهديد الذي ما يزال يمثله داعش قُتل مدنيان الجمعة قبل الماضي وجرح اثنان في هجمات منفصلة لداعش في محافظتي ديالى في الشرق وكركوك في شمال العراق.
تشتيت ثلاثي التأثير
أخبر زميل أول مساعد للأمن السيبراني والصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية ديفيد بي فيلدر، أن الوباء شكل «تشتيتا ثلاثي التأثير» لقوات مكافحة داعش، حيث تم إقصاء هيئة مكافحة الإرهاب إلى أسفل قائمة الأولويات، والمصادر الاقتصادية تم تخصيصها لمكافحة الوباء، وقال «التشتت الذي تسبب به الوباء لم يعنِ بالضرورة عودة داعش إلى النهوض، لكن كما هو الحال في عدد من مجالات السياسة، فإن هذه الأزمة الصحية جعلت من مكافحة الإرهاب بفاعلية أمرا أكثر صعوبة».
تهديد القاعدة
خبراء مكافحة الإرهاب ليسوا مهتمين فقط بداعش، ولكن أيضا بنظيره القاعدة، وقال باراك «تشكل القاعدة تهديدا متزايدا للمجتمع الدولي، خاصة في الشرق الأوسط» مشيرا إلى أن القاعدة تحاول تشجيع الهجمات الانتحارية الفردية.ويضيف «المجموعتان في سباق، حيث ترى القاعدة أن نجاح داعش في المنطقة يشكل تهديدا مرعبا لها». وصرّحَ قائلًا «تخوض القاعدة حربا كلامية ضد داعش، محاولةً تصويرها كمنظمة جهادية متطرفة لا تخدم الهدف الجهادي بشكل جيد». ويكمل «وفي الجانب الآخر، تقاتل القاعدة أعضاء داعش في اليمن ومالي».
فروع في قارتين
يقول المحللون إن داعش لديها فروع في آسيا وإفريقيا، كما أنها في تزايد في هاتين المنطقتين، ويرى خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة التراث في ديفيس معهد الأمن القومي والسياسة الخارجية جيم فيليبس للأسف «ما زالت داعش في نمو خارج الشرق الأوسط، تحديدا في إفريقيا وآسيا، هناك نمو بشكل كبير في موزمبيق، نيجيريا، الفلبين، وأفغانستان».
زيادة العمليات
وفقًا للإستراتيجية الوطنية الأمريكية لمكافحة الإرهاب الصادرة في أكتوبر 2018، كان داعش قد زاد بالفعل من عملياته العالمية حتى مع خسارة الأراضي في العراق وسورية، كما أن لديه 8 فروع رسمية، وأكثر من 20 شبكة. وقال محلل مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في مجلس العلاقات الخارجية روس هوفمان «منذ ذلك الحين، توسعت إلى إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تشاد، سريلانكا، ومؤخرا موزمبيق».
وأوضح قائلًا «إن داعش توسعت بسرعة في جنوب إفريقيا، بعد أن استحوذت على أنصار السنة كمنظمة تابعة لها في موزمبيق، والتي قتلت أكثر من 1400 شخص في السنوات الثلاث الماضية». وقدّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 300 ألف شخص نزحوا إلى شمال موزمبيق في مقاطعة كابو ديلجادو بسبب الصراع. وقال هوفمان «إن عدد مقاتلي داعش حول العالم أعلى من التقدير المتحفظ (12,000)، كما أن المنظمة لديها احتياط مالي فائض، حيث حددت وزارة الخزانة الأمريكية الرقم بأكثر من 300 مليون دولار نقدًا. وأضاف «المتبرعون يواصلون تقديم الدعم وهم أحد مفاتيح استمرار نماء الجماعة». يقول توماس رينارد، كبير الباحثين في المعهد الملكي للعلاقات الدولية إن داعش أقل نشاطًا في أوروبا ومع ذلك فتهديده مستمر.
دعاية متخفية
من الواضح أن تهديد داعش أصبح أقل مما كان عليه قبل 4 أو 5 سنوات، فقد أوقفت جائحة كورونا الحملة الدعائية، كما أن حملة داعش الدعائية أصبحت متخفية أيضا. يقول رينارد إن «الشاغل الرئيس لأجهزة الأمن الأوروبية ينبع من العمليات الإرهابية الفردية والمستلهمة من دعاية داعش». وأضاف أنه «من الصعب تحديد أماكن الانتحارين الفرديين، فهناك فرصة أقل للهجمات المشتبهة مثل التي حدثت في باريس وبروكسل». وقال «لم يعد لدينا مجموعة حاضرة فعليا تدرب المقاتلين وترسلهم لشن الهجمات عبر أوروبا».
على الرغم من ذلك، ما زال إرث داعش مصدر قلق للجهاز الأمني، ويشير رينارد إلى الـ3000 فرد في سجون أوروبا الذين لهم صلة بالإرهاب والتطرف. وصرّح قائلًا «هذا يعني أنه من بين هؤلاء الـ3000 شخص الذين سيتم إطلاق سراحهم في السنوات الخمسة المقبلة، سيشكل بعضهم، ربما 1 % أو 2 % أو 5 % تهديدًا حقيقيا.. هذا سبب قلق جهاز أمن الدولة، فالإرهابيون ليسوا كثيرين ولكن يمكنهم إحداث تأثير كبير».
3: آلاف عنصر سيطلقون من السجون خلال 5 سنوات مقبلة
8: فروع رسمية لداعش
20: شبكة حول العالم
12: ألف عنصر
300: مليون دولار نقدا احتياطيها المالي الفائض
دول ينتشر فيها داعش
العراق
سورية
ليبيا
تشاد
سريلانكا
موزمبيق
الكونغو
إندونيسيا
جنوب إفريقيا