هناك خصال تميز البشر عن بعضهم البعض، هذه الخصال تشكل معياراً للتعرف على الهوية ولهذا تستخدم كأداة رسمية لإثبات الهوية. بصمة اليد أو الأصابع أشهر هذه الخصال التي تستخدم للتعرف على الهوية. فتطبيقات التعرف على الهوية من خلال بصمة اليد موجودة في كثير من الأماكن من حولنا. فنجدها تستخدم لفتح جهاز الهاتف الجوال مثلا، أو تستخدم للدخول إلى مجمع سكني.

ولكن ما يجب معرفته أن هناك أشياء غير تقليدية تميز البشر عن بعضهم البعض أيضاً، فمثلا تعد بصمة المشي من الأشياء التي يمكن استخدامها لتمييز الأفراد. قد لا تبدو عملية المشي في الوهلة الأولى ذات طابع مميز، ولكن ألا تتذكر ذلك الصديق الذي تعرفه من طريقة مشيته.

يعرف مثل هذا الأسلوب في التعرف على الأشخاص وتحديد الهوية بالتعرف على الخصال السلوكية الحيوية، وهو ما اعتمد عليه الدكتور دياقو موراماتسو (Daigo Muramatsu) من جامعة أوساكا اليابانية (Osaka University) حيث تمكن مع فريقه البحثي من بناء خوارزمية يمكنها استخراج صورة ظل حركة الأرجل أو ما يعرف بـ «صورة طاقة المشي»، وبهذا تقوم الخوارزمية باستخراج مجموعة من خصال تأرجح الأرجل التي تميز كل فرد عن الآخر. ثم تقوم الخوارزمية ببناء معادلة منفردة لكل شخص وتستخدمها كبصمة له. وبهذا يمكن التعرف على بصمة المشي لشخص ما أثناء تصوير كاميرات الفيديو له.


لتقنية التعرف على الأشخاص من طريقة مشيهم أو التعرف على بصمة المشي استخدامات عدة في مجالات مختلفة. فعلى سبيل المثال يمكن استخدام هذه التقنية لإثبات هوية الأشخاص أثناء اقترابهم من مكان ما، حيث يمكن استخدامها لفتح باب المنزل بمجرد اقتراب صاحبه مثلا. كما يمكن استخدام تقنيات التعرف على بصمة المشي للتعرف على المجرمين الهاربين من النظام، فيمكن في هذه الحالة أن يتم التعرف على المجرم حتى ولو كان يخفي وجهه عن الآخرين.

قد نتشابه في كثير من الأشياء مع الآخرين، بل ونحيط أنفسنا بأشخاص يشابهوننا في الخواص. ولكن عملية المشي التي نكاد نعتقد أن جميع البشر يتطابقون فيها تمكن الذكاء الاصطناعي من اكتشاف الفروق الفردية بين الأشخاص بها، وبهذا نعرف أن للبشر خواصا تميز كل فرد منهم عن الآخر وتكسبه صفة مميزة لتكون له شخصية منفردة حتى ولو لم تكن ظاهرة لنا.