إن الذكاء الصناعي هو جزء من منظومة الاستعانة بمصادر خارجية وأتمتة أنظمة متنوعة ومزجها ودمجها مع بعضها البعض والتي تظهر الأتمتة الآلية للرجل الآلي على سبيل المثال تحديا وتهديدا واضحا للتكلفة التقليدية المنخفضة إذا ما تطرقنا لمحور التكلفة في جانب القطاع الاقتصادي مع الأتمتة المتزايدة والمتسارعة للمنظمات في العمليات والإجراءات والتحول الرقمي المتعلق بالعمليات التجارية في عصر التحول الرقمي والاستعانة بنظم المعلومات الخارجية ذات المصادر غير الموثوقة في مصدر إنتاجها وبالتحديد في أتمتة تقنيات الأمن الحيوي، والذي يقيس التدابير التي يتم اتخاذها لوقف ومنع انتشار الكائنات والأجسام الضارة إلى الحياة بشكل عام والحياة البشرية بشكل خاص ويهتم بجودة الحياة.

يهتم الأمن الحيوي بستة محاور في إطار إحصائي دقيق من أولوياته على المستوى الوطني، أولا: البيانات والذكاء والتي تهتم بالوقاية، ثانيا: المراقبة والتشخيص للأزمات والتي تهتم بالتأهب والتصدي والمكافحة، ثالثا: مجموعة الحلول والفرص التي تقود للتعافي والاستقرار والأمان وهي التي تهتم باستصئال المشاكل من جذورها، رابعا: أدوات درء المخاطر واتخاذ القرار وهذه الأولوية تهتم بالاحتواء والرعاية، خامسا: المراقبة العامة وفي هذه الأولوية تكون الإدارة الفعالة أحد أهم عناصرها، سادسا: الاتصال والتواصل وتهتم هذه الأولوية بتحقيق الارتباط والمشاركة المستدامة. فهذا الإطار الإحصائي مطبق كنموذج في القطاع الزراعي الأسترالي ويخدم القطاع للمساهمة في مرونة اقتصاده وازدهاره الملحوظ.

إن الأمن الحيوي له تأثير مباشر في مرونة الاقتصاد الوطني، خصوصا في قطاعات حيوية مثل شركات الطيران والسفر والسياحة والضيافة. وهو في إطاره الإحصائي منهج قائم ومفعل في إدارة المخاطر لأي نظام أمن حيوي بكافة أولوياته للمساعدة في تركيز الجهود على المجالات الأكثر تعرضا للخطر والتي تتغير وتنمو بتسارع متزايد وفي غاية التعقيد ومليئة بالتحديات تتوافق وتتواءم هذه الأولويات مع إستراتيجيات متخصصة لها عمق وتأثير قصير ومتوسط وإستراتيجي بعيد التأثير، تتطلب أنشطة بحثية وتطويرا وتستوجب التقويم في مجال الأمن الحيوي والذكاء الصناعي، مما يضمن الاستدامة في التنسيق والتضامن على المستوى الوطني.

كيف ستكون المقارنة بين الإنسان والآلة في المستقبل؟!

ينقسم الذكاء الصناعي إلى ثلاثة أجيال، كانت جميع الأمثلة السابقة نموذجا وأمثلة على الجيل الأول فقط. فكل جيل من الذكاء الصناعي هو مرحلة مستقلة ينمو فيها ويتكاثر كما يصاحب هذا النمو تكنولوجيا النمو المتسارعة في نموها، وذلك النمو المتسارع يتحقق في شتى المجالات والقطاعات. ففي الجيل الأول بالتحديد من الذكاء الصناعي والذي يعنى بالتحكم والقدرة على التعامل مع أداء وتنفيذ مهمة واحدة على الأقل. بينما يكون التركيز في الجيل الثاني من الذكاء الصناعي على الأشياء الأكثر تعقيدا تماما قد لا نتخيله نحن البشر. ففي هذا الجيل من الذكاء الصناعي يكون الذكاء الصناعي نظاما معلوماتيا قادرا على التعامل مع أي مهمة عامة مطلوبة من النظام في أدائها مضاعفا بمراحل لأداء أي نظام بشري متوفر على كوكب الأرض.

في عام 1950 تم طرح التساؤل التالي: هل يمكن للآلات أن تفكر!! وبعد 70 عاما تقريبا كانت الإجابة: إن الذكاء الصناعي يمكننا من اكتشاف الأمراض، وإرسال طائرات من دون طيار إلى السماء، والترجمة بين اللغات، والتعرف على المشاعر، والمتاجرة وتنفيذ العمليات في أسواق الأوراق المالية والأسهم والسندات، بل إنه يتحدى ويستطيع التغلب على القدرات البشرية. ويبدو أن أنظمة الذكاء الصناعي تعمل بالفعل على تطوير العقل الخاص بها والذي بدأ في عام 1956 كمحاكاة لنموذج الذكاء البشري من خلال الآلات وأنظمة المعلومات وأجهزة الحاسب الآلي مجتمعة. واليوم في الجيل الأول من الذكاء الصناعي والذي يمثل أسلوبا لمعالجة البيانات والتوصل إلى استنتاجات أسرع من البشر الأمر الذي يؤدي إلى تنبؤات أكثر دقة للمستقبل.

إن هذه الأطروحة تؤدي إلى نقطة انعطاف وتحول محورية ذات مسارين منفصلين بين الذكاء الصناعي في الجيل الأول كما هو معروف بشكله ومفهومه اليوم وبين الذكاء الصناعي في الجيل الثاني في المستقبل، والذي يمكنه من تطبيق الحلول على أي مشكلة قد يواجهها دون تدخل البشر من قائمة الاستنتاجات التي تتوفر لديه في العمليات التي يتولى التحكم بها. فكيف سيكون الجيل الثالث، تساؤل مطروح للتفكير والاستنتاج.