في الوقت الذي أعلن فيه عملاق النفط أرامكو السعودية عن طرح سندات دولية متوسطة الأجل بالدولار، تحدد قيمتها «حسب ظروف السوق»، وعلى خمس شرائح بآجال 3 و5 و10 و30 و50 سنة، وأن الحد الأدنى للاكتتاب 200 ألف دولار، أكد خبراء اقتصاديون أن ثقة أرامكو الكبيرة، وجدارتها الائتمانية العالية على المدى المتوسط، وقوة الاقتصاد السعودي، وتنوع الاستثمارات، وتنويع الصناعات، وتعدد العمليات التجارية، وثقة كبار المستثمرين، أسهمت في رفع مستوى الإقبال خلال 5 ساعات من بدء استقبال طلبات الشراء 600% من قيمتها.

جدارة إئتمانية

قال المتخصص في السياسات الاقتصادية أحمد الشهري لـ«الوطن» إن مستوى الإقبال على سندات أرامكو من مؤشرات قوة الاقتصاد السعودي، وأرامكو بشكل خاص، ولا سيما أن المصدر للسندات؛ شركة أرامكو، تحظى بثقة كبيرة وجدارة ائتمانية عالية على المدى المتوسط. ومن اللافت أن السندات لا ترتبط بأصول على خلاف سندات الشركات التي غالباً ما ترتبط بضمانات معينة. وأوضح أن المستثمرين تعاملوا مع أرامكو على أساس قوة الاقتصاد والحكومة السعودية على الرغم من أن أرامكو شركة في الأسواق المالية السعودية، ويُعزى طلب أرامكو للأموال عبر السندات لتعويض الفاقد البيعي من تراجع الأسعار العالمية للنفط، ولذا يُعد التمويل بالسندات خياراً تمويلياً لمواصلة تنفيذ أعمالها وخططها الاستراتيجية، ومصدر قوة أرامكو أنها تمتلك أفضل سلعة استراتيجية، وتؤثر في التضخم والنمو العالميين، معتبراً ارتفاع الطلب على السندات خطوات تمويلية لمشاريع رأسمالية جديدة أو تشغيلية في زمن المصاعب الاقتصادية.

تعزيز الثقة

بيَّن الشهري أن ارتفاع الطلب على سندات أرامكو يعزز من ثقة الأسواق في سندات أرامكو كشركة، وليست حكومة، بالإضافة إلى استمرار تصنيفها الائتماني مرتفعاً لدى شركات التصنيف الائتماني، ويساعد أرامكو في الحصول على أسعار فائدة تفضيلية بسبب قوتها، مشيراً إلى أنه تلجأ الشركات إلى استخدام أدوات الدين مثل السندات لتمويل مشاريعها التوسعية وتنفيذ الاستراتيجيات، ولا سيما أن أرامكو لديها سياسات رأسية وأفقية في قطاع الطاقة بشكل عام، وليس النفط فقط، ثم إن تمويل الشركات من خلال أدوات دين منخفضة التكلفة يُعد فرصة استثمارية في ظل معدل الفائدة المنخفض عالمياً، وبشكل خاص للمشاريع التي تتطلب كثافة مالية عالية، قد لا يتم تمويلها بالديون في زمن الفائدة المرتفعة.

تنوع استثماري

قالت الباحثة في الشؤون الاقتصادية نورة إبراهيم سعد لـ«الوطن» إن عملاق الطاقة السعودية أرامكو يمثل ثقلاً على المستوى الرأسي من حيث حجم الإنتاج النفطي الفعلي والمتاح والقدرة الإنتاجية، بما في ذلك المخزون، مشيرة إلى أنه على المستوى الأفقي تمتلك أرامكو تنوع استثمار وإنتاجاً صناعياً والقيام بعمليات تجارية. وبينت أن لدى شركة أرامكو استراتيجية توسعية للتنوع وتحقيق الاستدامة عبر استثمارات في سلسلة النفط وفي ظل تراجعات النفط عالمياً بسبب جائحة كورونا وهشاشة معدلات النمو العالمي، موضحة أن أرامكو ستواصل تمويل مشاريعها وأعمالها من خلال أشهر أدوات الدين «السندات»، ولعل سرعة التغطية بمعدل 600% مؤشر على قوة الشركة، ولا سيما أنها طرحت سندات غير مضمونة بأصول، وإنما ثقة في أكبر شركة نفط عالمية.

أوضح عضو جمعية الاقتصاد السعودي الدكتور عبد الله المغلوث لـ«الوطن» أن أرامكو السعودية في الأسواق المالية تُباع أسهمها، والكل يرغب في شرائها، فالمستثمر الأجنبي يبحث عن الأدوات والأسس التي تحميه عندما يشتري السندات في تمويل شركة أرامكو، لافتاً إلى أن الإقبال الرهيب يؤكد قيمة أرامكو العالمية والفوائد الجمة التي تسعى الشركة منها إلى توسيع مشاريعها والبحث عن استثمارات أخرى. وقال إن شركة أرامكو عالمية، وبات لديها عوامل أساسية داعمة في الصناعات الأخرى، مثل البتروكيماويات، والشركات والبنوك العالمية تراها ملاذاً آمناً عندما تقدم لها التمويل في إصدار السندات وتحظى باهتمام دولي؛ كون المملكة مصدراً للنفط ولديها أكبر احتياطي في العالم.

6 عوامل داعمة لسندات أرامكو

. قوة الاقتصاد السعودي. . جدارة ائتمانية عالية. . تنوع الاستثمارات. . تنوع الصناعات. . تعدد العمليات التجارية. . ثقة كبار المستثمرين.