(1)

عدّل جلسته ثم قال: صحيح البخـ..، ففاجأه نديمه بسؤال: ما اسم الشيخ الثلاثي؟، قال: لا أعرف، قال ما اسم الكتاب؟، قال - بثقة- :صحيح البخاري، فوضّح النديم سؤاله: ما الاسم الأساسي للكتاب؟!

قال: لا أعرف.

فقال: إذن هيا بنا لتناول العشاء.. وليكن «مشويات»، لأنك لاتستحق - حتى - مطعم البخاري.

(2)

ويسألونك عن «الإلمام» فقل - أنار الله بصيرتك - إنه «مهم» في «النقد»، بيد أنه لايكفي، إذ إن الإلمام هو معرفة «سطحية» تفتقد للتعمق، والملاحظ أن «الأغلب» يتكبد «عناء» النقد، ويتجشم الأحكام، ويطعن في النيات، دون معرفة آداب النقد، وشروطه، وخطورة الحكم وأركانه.

(3)

لست هنا بصدد الدفاع عن شخص، أو مُنتج، أو تاريخ، ولكن «نصف المعرفة أخطر من الجهل»، وليس في النقد أبواب للحب والبغض والعاطفة، فالنقد عقل، وتعقل، في أطر الصرامة، والحقيقة، والعدل.

(4)

يتسيد الجهل عقول غمرتها «مياه» العاطفة، وبالتالي تتشكل «الجرأة» على التخصص، والتواقح على مواطن العلم، والطعن في مقامات المعرفة، والارتجال في التعليم، دون خوف أو تحرز من تمرير معلومة غير صحيحة، والعالِم العاقل المتروي، لا يتردد لحظة في الاعتذار عن معلومة غير صحيحة، مع بيان الصحيح.

(5)

المتجرئون كثر، وللأسف أن كثيرا من وسائل الإعلام يستضيف «وسيع وجه» في غير تخصصه، فينفرد في عبارات غير مفهومة، وجمل غير مترابطة، دون معلومات أو تثقيف، الأهم لدى الإعداد والقناة أن تمر ساعة البرنامج «على خير»!