#وفرت_وأنورت هو شعار حملة ضخمة توعوية يقوم بها المركز السعودي لكفاءة الطاقة (كفاءة) للسلوكيات الواجب اتباعها للتوفير في استهلاك الإنارة سواء قبل شراء المنتج بالتركيز على الأعلى كفاءة بين المنتجات أو حتى بعد تركيب المنتج بإعطاء سلوكيات بسيطة تضمن أعلى إمكانيات التوفير في استهلاك الطاقة.

وبمتابعة عمل هذا المركز تجد وكأنه يختصر حال التوجه العام للخطط الحالية وحتى المعدة للتنفيذ مستقبلا من قبل حكومتنا الرشيدة، إذ تجد أنه كان يُهدر من بين أيدينا طاقة عجيبة لم ندرك مدى أهميتها، بل وأموال تستنزف، وجهود عظيمة لم تكن تعرف ولا تذكر، والسبب هو ضعف الرقابة على هدر المال العام.

فعلى سبيل المثال، أتذكر أنني كنت بمدينة تٌضاء «لمبات الشارع» بها من الصباح وحتى المغرب، وتنطفئ إذا «جاء وقتها»، بسبب أن مهندس هذا المشروع اختار أن تكون طريقة تشغيل (إضاءة الشارع) تلك بأسلوب الـ Timer وليس بأسلوب (حساس الإضاءة) الذي يقوم تلقائيا بتشغل تلك الإضاءة بمجرد أن يحل الظلام من حوله، أما الـ Timer فهو مؤقت يقوم مبرمج هذه الإضاءة بتحديد وقت تشغيله وإطفائه، وتم توقيته في البداية بشكل صحيح ولكن بعد أن انقطع التيار الكهربائي عن هذه المدينة الصغيرة، «انحاس» هذا المؤقت وأصبح «ماشي بالمقلوب»، والغريب أنه بقي أكثر من شهر حتى تفضل علينا هذا المبرمج لهذا المؤقت وأنهى إجازته السنوية أو يمكن «سباته الشتوي»، وقام ببرمجة هذا المؤقت مجددا، وبقينا على هذا الحال أعواما وأعواما، ونحن نعرف أن مع كل انقطاع للكهرباء بأن هذا المؤقت «سيمرض» وسنعود للظلام الدامس من جديد.

صحيح أن هذا المثال يعتبر «تافه» مقارنة بنوعية المشكلة، ولكن لك أن تقيس هذا الهدر في الطاقة والهدر في الأموال المدفوعة لتكلفة المشروع ولمشغلي هذا المشروع، ولشركة الكهرباء التي تضخ مليارات الريالات في التوليد والنقل والتوزيع، وفي النهاية إنارة شوارع مدينتنا «صديقة الشمس» تشرق معها وتغرب معها.

أما حاليا فتم استبدال «لمبات أبو مليون واط» بإضاءات LED قوية وتوفر ثلثي استهلاك السابقة تقريبا، وبنفس الإضاءة بل وحتى مريحة للعين، ولك أن تقيس هذا المثال في توفير الكهرباء على ما تم توفيره والمحافظة عليه من مال كان يهدر على غير وجه حق، ولنا في الفساد الذي تم توفير 247 مليار ريال عن طريق مكافحته خير مثال، فما بالك بما تم من دمج للوزارات واستثمار حقيقي للطاقة التشغيلية لعقارات الدولة وإيجاراتها، وفتح مصانع لما كان كان يستورد من الخارج بعشرات أضعافه، مثل بعض القطع الاستهلاكية للطائرات الحربية، والتي كانت تستوردها السعودية بمليون ريال وأصبحت تُصنع محليًّا بـ50 ألفًا، أما القطع التي كانت تستورد بـ 33 ألف ريال فتصنع محليًّا بـ127 ريالاً فقط، أما القطع التي كان يستغرق استيرادها 4 أعوام فتُصنع محليًّا في عام واحد، فلا نقول عن بلادنا في أفراحها حينما تكتسي باللون الأخضر سوى (أخضرت و#وفرت_وأنورت).