الترحال هواية رياضية ومجتمعية محفوفة بالمخاطر، يواجه محبوها أو من يطلق عليهم الرحالة صعوبات ومواقف وحوادث تهدد سلامتهم، من خلال رحلاتهم المكوكية للتنقل بين المناطق عبر الدراجات الهوائية، أو السير على الأقدام، والتوغل في الصحاري الشاسعة ودخول الكهوف المظلمة، وتسلق الجبال، وقطع مسافات طويلة لاكتشاف أماكن مجهولة، وتوثيق رحلاتهم بكافة تفاصيلها أولا بأول.

لكن تلك الرحلات التي يخوضها عدد من المغامرين السعوديين الذين بدؤوا يظهرون على نطاق واسع في عدد من المناطق تصطدم في بداياتها بسخرية المجتمع نتيجة عدم تقبل فكرة الرحالة، حتى تحظى بقبول كبير بعد نجاحها في النهاية.

أعباء مادية

أجمع عدد من ممارسي هذه الهواية على تعرضهم لصعوبات مادية ومعنوية في بداية مشوارهم حتى وصل الحال لوصف بعضهم بالمجنون أو غير السوي، فضلا عن السخرية منهم أثناء مرورهم في المدن وتنقلهم بين المواقع، إضافة إلى قلة الموارد المالية قبل انطلاق الرحلة، لعدم توفر الرعاة الداعمين ثم يتبدل الحال بهم، مع تحقيق النجاحات لأكثر من مرة، والبدء في حصد الفوائد المادية من خلال الشركات الراعية التي تتكفل بمغامراتهم حتى النهاية.

حول العالم

قال الرحالة عامر الوايلي «كنت أجوب العالم على دراجتي النارية، ووصلت بها إلى أمريكا وأوروبا، إذ بدأت قصتي مع المغامرات منذ أن كان عمري 17 عاما، عندما بدأت بمساعدة شقيقي في السفر الذي كان سائق شاحنات، فتعلمت منه قيادة سيارات النقل الثقيلة، وأصبحت أتنقل بها في بعض مناطق المملكة، حتى نما لدي حلم السفر لأبعد من ذلك والتنقل حول العالم والمغامرة والتعرف على ثقافات شعوبها، وحب المغامرة والسفر وعشقي للخيل ساعدني كثيرا على التحدي والإصرار وعدم التخلي عن أحلامي، وكنت أجاهد نفسي للوصول إلى هدفي، وبعد أن امتلكت الدراجة النارية للتنقل عليها في رحلاتي المحلية والدولية».

مغامرات ومخاطر

أضاف الوايلي «نواجه العديد من المخاطر والمغامرات والنوم في الجبال والبراري والغابات وكل مكان يروق لي المنام فيه، من طبيعتي حب الاستكشاف والمغامرة والنوم على الشواطئ وفي الجبال والغابات، وشاركت في العديد من الدول العربية والأجنبية، منها الأردن ومصر وأذربيجان والسودان وجميع الدول الخليجية وتم تكريمي بها وخلال تنقلاتي داخل المملكة».

الدراجات الهوائية

قال المغامر هادي آل ضويعن «بدأت الفكرة قبل 4 سنوات على دراجة هوائية، بعد أن كنت أعاني من إصابة بالركبة، وهي من جعلتني أقوم بالتحدي مع ذاتي فقمت بإنقاص وزني وكنت أعاني من المشي الطويل أو الهرولة وعبر الدراجة قمت بتقوية العضلات ومع المواصلة استطعت تجاوز تلك الإصابة ومنها بدأ عشقي وتعلقي بالدراجة، بعد أن لمست مدى الفوائد المرجوة للصحة وصفاء الذهن والعمل النفسي الذي تغير للأفضل بمراحل، ومع مرور الوقت وقطعي لمسافات طويلة بين محافظات المنطقة الشرقية لأتواصل مع عدد من المغامرين والملهمين للمشاركة معهم في الإنزال ومغامرات الهايك للمسافات الطويلة والكهف المخفي لننتقل لمرحلة أكثر أهمية أو شبه احترافية والطموح في ازدياد».

رحلة استكشافية

أكد الرحالة فهد مقراض أن الفوائد المكتسبة من الرحلات هي اكتشاف الكثير من التضاريس والطبيعة في بواطن الأرض مع سطحها، فهي بحد ذاتها فائدة، أستمتع فيها بما أشاهده من جديد، وتكوين قاعدة قوية من العلاقات مع العديد من شرائح المجتمع، فلله الحمد حققت الكثير منها خلال السنوات الماضية ومعرفة طبيعة الأرض، وتعمدت تغيير مرافقة أشخاص كثر، حيث إن كل رحلة تكون مع أشخاص آخرين لاكتساب المهارات والمزاملات الخلوية، حيث إن مرافقة الشخص في السفر هي صقل للمواهب وقوة التحمل فالسفر يجعل من الشخص أكثر حيوية ونشاطاً مهما واجه من ضغوط والسفر يجعل من الشخص طليقا غير حبيس الأماكن المغلقة والتعرف على حضارات وثقافات مختلفة داخل المجتمع.

مهام إنسانية

للرحالة مهام إنسانية نبيلة أيضا، حيث صنع الرحالة فهد أحمد العضل مجسمات ترمز إلى فيروس كورونا بشكله المعروف عالمياً، وجال بها على دراجته النارية المدن والقرى لتوعية المواطن والمقيم، وتثقيفهم لمواجهة الجائحة، كما اشترى ماكينة خياطة، وخاط الكمامات بيديه من القماش المطابق للمواصفات والمقاييس، وميزها باللون الأخضر والأبيض شعار الوطن، وبعد اكتمال العمل وجمع كميات كبيرة من الكمامات، قام بتوزيعها على ذوي الاحتياجات الخاصة وعمال النظافة، إضافة إلى المتواجدين من المسافرين بمحطات البنزين وسالكي الطرق العامة.

صفات يجب أن يتحلى بها الرحالة

الصبر

قوة التحمل

تعزيز الانتماء الوطني

عدم الالتفات إلى الانتقادات المحبطة

اللياقة البدنية