في البدء.. لا بد من تحديد إطار لمفهوم الدبلوماسية، التي تعني فن وعلم التفاوض وتمثيل الدولة لدى الدول الأخرى بشكل يحقق ويراعي مصالح هذا البلد.

وبدأت الدبلوماسية في القدم لدى اليونان في صورة بسيطة جدا (وثيقة) تختلف عن الممارسات المعقدة للعمل الدبلوماسي في عصرنا الحاضر، وقد تأثر العمل الدبلوماسي حاليا بالمتغيرات المتعددة التي يشهدها العالم كالتطور التكنولوجي والتعددية السياسية وتزايد أعداد سكان العالم والمشكلات التي يخلقها هذا التزايد، والانفتاح الاقتصادي وغيرها.

ولا يأخذنا الحديث في تطور العمل الدبلوماسي عن منجزات وطننا الغالي في هذا المجال، فنرى أنه قد مر بمراحل عدة وتطورات متلاحقة واكبت إيقاعات التغير في العمل الدبلوماسي على مستوى العالم، بدءا من توقيع المملكة على وثيقة الأمم المتحدة عام 1945، ومن ثم انضمامها لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، ومن بعدها اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية عام 1963، فمنذ البداية كان المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود- رحمه الله- على علم ودراية بأهمية العلاقات الدولية للمملكة، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لعلاقات المملكة مع العالم، ومؤخرا، تعد استضافة المملكة لمجموعة العشرين منجزا وفرصة لتعريف العالم بهوية المملكة الحقيقية.

واليوم، نشعر جميعا بالفخر أمام منجزات وطننا الغالي، لا سيما عندما نقف على مسيرة التمكين المتواصلة للمرأة السعودية في المجال الدبلوماسي، من خلال تزايد أعداد الدبلوماسيات في ديوان وزارة الخارجية، وكذلك بتعيين سفيرات سعوديات لأول مرة في تاريخ المملكة، وهن الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، والسفيرة آمال يحيى المعلمي سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى النرويج، وكذلك بتعيين سعوديات كملحق ثقافي بتكليف الدكتورة أمل بنت جميل فطاني ملحقاً ثقافياً في المملكة المتحدة، والدكتورة فهدة بنت عبدالعزيز آل الشيخ ملحقاً ثقافياً في أيرلندا، والدكتورة يسرى بنت حسين الجزائري قائماً بأعمال الملحق الثقافي بالمملكة المغربية، وكذلك تعيين الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن عياف آل مقرن مندوبةً دائمةً للمملكة العربية السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ولا تنحصر صور تمكين المرأة السعودية في العمل الدبلوماسي في ما تم ذكره، بل هي مسيرة متواصلة لن تقف ولن تنحصر في عدد محدود من الكلمات.