إن تفلّت جماعة الإخوان من الثوابت والمنطق الرصين لصالح الفهم الطائش واعتناق السطحية وجعلها أرضية لتلقي الإسلام وغاياته أدى بهم للتمترس بتنظيم أعمى وكيان هلامي انتحل ظلماً وجورا صفة الإسلام بقيادة مرشد يُبايع تحت ظلال السيوف والمسدسات الذي مزج بين عباءة الفقيه وسيف السلطان، فانسلوا من فضاء الوسطية والرفق لبؤر التشدد والإرهاب تحت سياط النزعة للسلطة وفق أدبيات تبرر السلوك القبيح بمبادئ حق تقتطع وتجتز من النصوص الشرعية وتعتسف تأويلها بما يتماشى ومشروعهم الظلامي، وتشرعن أطماع تنظيمهم الحزبي في السلطة، فقادتها انتهجوا خطابات ملتهبة ممزوجة بالكراهية والتشفي لاستقطاب العقول الهشة لإيجاد توجه جمعي يهدف لخلخلة منظومة الأمان بالدول العربية لأجل شلها لبناء دولة الوهم المزعومة لهذا أفرغوا الشعارات الدينية من مضامينها، وأطلقوا أيادي كتائبهم المسلحة لما يسمونه بالعنف المقدس تحت مظلة دينية تلطف العنف وممارساته لغاية سياسية في إطار معركة مقززة تستسهل ارتكاب المحرمات واقتراف الجرائم والمنكرات وإن حصدت أرواح الأبرياء دون أدنى وازع من الشفقة والرحمة إذا حققت مآرب التنظيم المتكئ على أيديولوجية مضمرة ومعلنة حشرت الدين وقيمه السامية في زوايا التنظيم الضيق لتغلق معها كل مسامات التسامح والتفكير الرشيد لتصل لأفق مسدود تجلى في الكراهية المتصلبة والحقد والتربص تجاه الآخر.
أيديولوجيا تجعل من المنتمين للتنظيم مجرد أداة لتحقيق أطماع قادتها في السلطة فأصبحوا جنودا وضحايا في آن واحد براديكالية فجة تتقن فن الحذف والإقصاء بالتصفية، فالإرهاب منهجها والعنف أسلوبها والاغتيال وسيلتها، راديكالية عدوانية تجاوزت كل الأطر والحدود بين ما هو ثابت ديني ومتغير سياسي بثنائية عنيفة نمسك بزمام السلطة أو نقتل باسم الجهاد راديكالية بالغة في الفظاعة والقسوة تحاكي فرعون في أوج عربدته وذروة استكباره.
صفوة القول إن الإخوان المسلمين جماعة مارقة لا تقل شراً عن ملالي إيران وتنظيم حاقد على الأوطان غايته السلطة وإن لجأ للروغان أو تستر بالأعذار سقطت أقنعته وانكشفت سوءاته.