على الرغم من الانتشار الكبير لأكاديميات كرة القدم في مختلف مناطق المملكة، سواء المعتمد منها رسميا، أو ما أنشئ منها باجتهادات شخصية من قبل عشاق اللعبة، إلا أن كثيرا منها سرعان ما توقف وعجز عن الاستمرار، خصوصا في ظل تواضع الإمكانيات وقصور المخرجات.

أكاديميات نظامية

أوضح نجم الهلال والأخدود سابقا فهد الخليوي، الذي أسس أكاديمية تخطت حدود المحلية، ووصلت للمشاركات الخارجية أن الإحباط لم يتمكن منه بعد تعثر فرع المدرسة التي أسسها في الرياض لعدم ملاءمة الملعب، وأنه نجح في افتتاح فرع لها في نجران، وكان الإقبال الكبير على الأكاديمية دافعا كبيرا له، حتى تزايد أعداد الملتحقين بها، وحققت شهرة بين أكاديميات المملكة المعتمدة بترخيص من وزارة الرياضة.

مشاركات خارجية

عن بداية فكرة افتتاح الأكاديمية قال الخليوي «الرغبة الصادقة كانت تراودني منذ زمن، وفي 2008 شرعت في أول الخطوات العملية لافتتاحها في مدينة الرياض بعد تقديم استقالتي من عملي الحكومي كي أتفرغ تماما لتحقيق هذا الحلم، وحصلت على رخصة وكيل أعمال من الفيفا، ثم استوردت مستلزماتها من الصين، وبعد الافتتاح واجهتني صعوبات لم أستطع تجاوزها، حتى كان فرع منطقة نجران الذي نجح نجاحاً كبيرا، وصار مطلبا لدى كثير من المستثمرين في هذا المجال حيث رغبوا في افتاح فروع لها في أغلب مدن المملكة».

وتابع «وضعنا في خططنا تنظيم بطولة للأكاديميات المعتمدة في المملكة والخليج، لكن حالت ظروف الحد الجنوبي، دون إقامتها، واكتفينا ببطولة صيف نجران 40 لكرة القدم من أمام نادي حبونا، والتغلب على براعم مدرسة الهلال في مباراتين، وشاركنا في البطولة الدولية التي أقيمت في الكويت».

تسويق اللاعبين

أكد الخليوي أنه لا يتعامل مع اللاعبين كمنتج في الوقت الحالي، بقدر ما نتعامل مع كل منهم كإنسان يحتاج من المدرسة الكروية البناء في جميع الجوانب، ثم يأتي توجيهه ليصبح مثقفا رياضيا، ومحترفا، وحتى نحقق ذلك لا نفكر في تسويق عقود نجومنا إلا بعد بلوغهم 18 عاما، وما زلنا نترقب صدور اللوائح الجديدة من قبل وزارة الرياضة، فمثل هذه الأنظمة في حالة صدورها ستحفظ حقوق الأكاديميات والأندية الخاصة، وكلنا ثقة في وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل لدعم الأكاديميات والمدارس الكروية الخاصة التي تقوم بدور حيوي نحو صقل مواهب شباب الوطن.

معوقات وحلول

تحدث المدرب الوطني فارس زبارة، عن أبرز المعوقات التي تواجه عمل الأكاديميات، قائلا «الأكاديميات الرياضية مسمى كبير، والأفضل اختصار المسمى في تدريب المواهب وصقلها وتعليمها أساسيات لعبة كرة القدم، أما ما نشاهده حاليا على أرض الواقع فهو شيء متواضع ويفتقر لعدد من القواعد المهمة من أجل أن نطلق عليها اسم أكاديمية، وتعد الأسرة من أبرز أسباب العزوف عن الانضمام لأكاديميات نتيجة حرص ذوي اللاعب الصغير دائما على الجانب التربوي والسلوك الإيجابي، والجانب الآخر هم أصحاب الأكاديميات أنفسهم، والذين يستعين بعضهم بمدربين بإمكانيات متواضعة، لذلك تتولد قناعة أن الأكاديمية لن تقدم إضافة كبيرة للاعبين أو المتدربين». أما عن الحلول التي يجب العمل عليها، فيقول «زرع مبادئ الثقة بين أولياء الأمور والأكاديميات الرياضية، وإقناعهم بأنها مكان مناسب لصقل المواهب يعمل به أشخاص تربويون ثقاة، ولا بد من وجود كوادر تدريبية ذات مستوى عال من الكفاءة».

أهداف منشودة

أوضح رئيس قسم النشاط الرياضي بتعليم نجران زايد آل مهمل، أنه «يجب أن تكون أهداف الأكاديميات على جانبين أساسيين، الأول هو تدريب الموهوبين وزرع الرغبة القوية بداخلهم، ليكونوا أبطالاً على المستوى المحلي، والمهمة الثانية هي تشجيعهم للسعي إلى تحقيق نجاح على المستوى الدولي في المستقبل، والأهم من ذلك أنها لا بد أن تراعي تقديم مناهج تربوية رفيعة المستوى، كونها تضم نواة مستقبل الكرة السعودية ورفع مستوى الأداء الرياضي لديهم».

أشار مشرف الفئات السنية عبدالله القارح، إلى أن أهم أسباب قلة الأكاديميات وعجزها عن الاستمرار هو قلة المستثمرين وخصوصا في المجال الرياضي، مرجعا أسباب عزوف اللاعبين الصغار عن الالتحاق بالأكاديميات الرياضية إلى الاهتمام بالألعاب الإلكترونية، وإهمال الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، إضافة إلى خلو أغلب المناطق من الكشافين الرياضيين المتخصصين في رصد المواهب وتوجيههم للأندية، ولعل السبب الأكبر هو عدم وجود ملاعب في الحواري أو الأحياء، وإذا ما أردنا أن نطور اللعبة ونكتشف المواهب وصقلها، فيجب تنظيم دورات رياضية للفئات السنية، ودعمها بجوائز قيمة، وتفعيل مذكرات الشراكة للاستفادة من أندية الحي المدرسية، واستقطاب مدربين مختصين للفئات السنية من الدول المتقدمة رياضيا».

أسباب عزوف الناشئة عن الالتحاق بالأكاديميات الرياضية

تحفظ الأسر

الألعاب الإلكترونية

عدم توفر الإمكانات اللازمة

قلة الدعم المالي

غياب الكوادر التدريبية

نقص مكتشفي المواهب

قلة المستثمرين