أصبح الحديث عن التقارب الخليجي اليوم أكثر من أي وقت مضى فيما يتعلق بملف المصالحة الخليجية، الذي تقوده دولة الكويت، ولا يخفى على الجميع أن الجهود الكويتية هي جهود نبيلة، وتسعى لتحقيق هدف نبيل، يضمن استقرار المنطقة، وإعادة قطر إلى حضنها الطبيعي الذي ابتعدت عنه كثيرا في السنوات الماضية.

إعادة التضامن العربي الكامل، في ظل التحديات التي تواجه العالم اليوم، ركيزة أساسية تركز عليها الدول العربية، والخليجية على وجه الخصوص، وذلك بما يضمن استقرار المنطقة سياسيا وأمنيا ومجتمعيا، ويسقط مشاريع الدول الداعمة حالة عدم الاستقرار في منطقة الخليج، التي تمتلك مشاريع تهدد الأمن والاستقرار الخليجي، وتسعى لشق الصف الخليجي بكل الطرق الممكنة، ولا يخفى عليكم أن هذه المشاريع تقودها دول سعت لتعزيز علاقتها مع قطر منذ بداية الأزمة الخليجية، وهي تعمل بذلك لتحقيق أهداف سياسية، تسعى من خلالها للتدخل في الشؤون الخليجية والعربية، باعتبارها دولا وصية على المنطقة ولديها الحق السيادي.

ولا يخفى على القارئ والمطلع أن الأمن والاستقرار الخليجي في كل المجالات قائم على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، باعتبارها الدولة الأكبر، وذات التأثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي الأكبر على مستوى المنطقة الخليجية والإقليم، فبالتالي جهود المصالحة الخليجية هي جهود بناءة، لتحقيق مصلحة وأمن استقرار الخليج العربي في المقام الأول.

ولو نظرنا إلى المستفيد الأكبر من هذه المصالحة فهي دولة قطر التي ابتعدت كثيرا عن محيطها الطبيعي، وتقاربها مع تركيا وإيران اليوم ما هو إلا خطر حقيقي يهدد الاستقرار القطري والسيادة القطرية.

في الحقيقة لا أريد الحديث عن المستفيد الأكبر، ففي النهاية الفائدة ستكون مشتركة، وتحقق الأمن والاستقرار الخليجي، وتعيد التضامن في المنطقة الخليجية على وجه الخصوص، فعودة هذا التضامن سينعكس بشكل إيجابي - بإذن الله - على تحسين الجو السياسي العام، ويعطى دفعة جيدة لإعادة الأنشطة الاقتصادية بين الدول المقاطعة وقطر، وسينعكس بشكل إيجابي على إنعاش الاقتصاد في المنطقة، وهذا هو الهدف الذي تركز عليه الدول، خصوصا بعد الجائحة العالمية التي أضرت بالاقتصادات العالمية.

@AlharbiYazeedN